“ما وراء الضباب” مجموعة شعرية خطتها لينا حمدان

الثورة – رفاه الدروبي:

وقَّعت الشاعرة لينا حمدان مجموعتها الشعرية “ماوراء الضباب” وقَّدم لها الدكتور راتب سكر والشاعر جابر أبو حسين وأدار الجلسة جمال الجيش في ثقافي أبو رمانة بحضور الشاعر توفيق أحمد ومدير المركز عمار بقلة وجمهور من المثقفين والشعراء.
استهل جمال الجيش حديثه بأنَّ احتفاءنا بالمجموعة الشعرية الجديدة؛ يدلُّ على انتصارنا بالحبِّ، والوجدان والحياة والفرح والشغف ولكلِّ ما نختصره، وتبدو فرصة سانحة للتعبير عن وجع اللحظة أكثر من أي وقت مضى، منوهاً إلى أنَّ المجموعة تضعنا في حالة شعر حقيقية، تنتمي إلى شعر حقيقي، فتبدو حالة وجدانية السمة، تلوح في الأفق، وتجعل الشاعرة تنتمي إلى الصف الأول، وتبين قدرة المرأة الشعرية، وأنَّهن في الميدان الأكثر تعقيداً لذا تحتاج إلى قدرات، والاختيار الأعلى للفكر الإنساني فالشعر وجدان الحياة، وامتداد حقيقي، وحالة واضحة ظهرت بأسلوب وأدوات الشاعرة.
الشاعرة لينا حمدان أكَّدت أنَّها ليس لديها تخطيط مسبق لأي كتاب لها، معترفة بتقصيرها حيال تفسها لعدم إصدارها مجموعات أخرى، ولكنَّها تترك نفسها على سجيتها فتحرضها حالة عاطفية أو إنسانية فيخط قلمها دون أن تفكر ولا ترتب عنواناً ولا تحفظ قصائدها أبداً بل تؤمن بالقلم المبدع وتعيش لحظات الفرح بينما يدخل الحزن في أعماق النفس البشرية ويصدر أنين الالم فتكون القصيدة.
الشاعر جابر أبو حسين طرح مجموعة أسئلة فقال: هل علينا أن نكون معه وله في حالة الوعي، وندخل في نفق الضباب المثقل بالتعاسة، والأحزان أم أن نتجرد من كلِّ ما يثقل تحليق أرواحنا، لنشعر بحالة اللاوزن واللاوعي، ونبحث عن سعادتنا وتشوة الشعر العالي فيما وراء الضباب؟ منتقلا بحديثه عن المجموعة، بأنَّها مكونة من اثنين وخمسين قصيدة، موزعة على مئة وستين صفحة، من القطع المتوسط الصادرة عن دار بعل العام الماضي، مضيفاً بأنَّ الغلاف كان مناسباً لعنوان ضبابي يوحي بمتاهة بعيدة، ولكنَّها تنتهي بضوء مايدلُّ على انقشاع الغمام، وسطوع النور، وجاء العنوان متوسط الغلاف الأول دوِّن بخط الرقعة الواضح الإنسيابي متخذاً لونين الأبيض والرمادي، وكأنَّه يحرك ظلالاً للمعنى بالتشكيل، ويكون العتبة الأولى للمجموعة، وبابا واسعا نلج منه، ونرى الأبواب الاثنين والخمسين للبناء المتقن تأسيساً، وتصميماً ويتبعها عناوين قصائد تنوعت بين القصيرة والمتوسطة الطول والطويلة نسبياً، ونجد ما يشي بالضباب يلف المبنى كلَّه حتى نخرج منها، ونحن نبحث عن “الماروراء” أو عن كلِّ ما نتصوره من ذلك.
كما أوضح الشاعر جابر بأنَّنا حين دخولنا للكتاب، وتجولنا في ردهاته، وشرفاته، وحدائق النصوص البديعة نجد ألفاظ، وتراكيب شعرية تدلُّ على أمرين مهمين الأول: المتاهة حيث تعبِّر الشاعر عن واقعنا الأليم في السنوات العجاف الأخيرة، والثاني: يشير إلى دلالات ظهرت بمجمل النصوص، كانت سهاماً ترشق الضباب متجلية غيب ماوراءه، يهتف بانقشاع الحالة، والوصول إلى الضياء والنور.
بدوره الدكتور راتب سكر لفت إلى أنَّ مجموعتها شاهد على صدق واضح، وثيمات حيرة الشاعر وراء الضباب والغمام وما يتصل بها من ثنائيات، مثل “الحزن” والغياب”، والضوء-النور والانطفاء – العتمة، إلا نماذج معبرة عن ذلك الاستيقاظ، مبيناً بأنَّ عنوان المجموعة يعلن عن رسم اتجاهات نصوصها إلى عوالم تيه وحيرة، ظلت طويلا أثيرة لدى كبار الرومانسيين عربياً وعالمياً، ويستطيع المرء أن يستحضر عنواناً شبيهاً من ديوان شاعر من أبرز أعلام المدرسة الرومانسية العربية، ديوان “وراء الغمام” الصادر  للدكتور إبراهيم ناجي عام 1936، ويمكن التوسع في مثل الاستحضار ذاتها على جناحين الأول: قول الشاعر الفرنسي الشهير شارل بودلير: “تركت فينا الرومانسية جراحاً لن تندمل” والآخر الحاجات المتصاعدة لقصائد الحمدان وأبناء جيلها، إلى دموع الرومانسيين وحيرتهم، مع تتالي الانكسارات العربية العامة، وما رافقها من اضطراب الأحلام العربية المنشودة في صدور أبناء الجيل الحالي.
ثم تطرق الدكتور سكر إلى إنَّ الشعر وجدان وإلهام، ظهر  لدى الشاعرة منذ صفحة إهداء المجموعة، تطالع القارئ ثلاثة مرتكزات جوهرية من مكونات رومانسية أساسية، تبدو فيها حاسمة وولاءها لقيمها العالية في تأسيس رؤيتِها للشعر والحياة، بدت على أربعة مرتكزات تمثلت بألفاظ الوجدان، والانكسار، والإلهام، والاعتراف، فترسم إهداءها مجموعتها إلى تلك القيم، ويستطيع المرء أن ينطاق مع الانكسار والإلهام، وصولاً إلى اعترافات جان جاك روسو عناصر أساسية من مكونات الهوية الرومانسية، وثنائية الحيرة والغياب في مسارات النصوص الشعرية، منطلقة من عنوانها.

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق