عبير علي
أصبحت الوردة الشامية بعطرها وجمالها سفيرتنا إلى العالم، بعد إدراجها مع حرفها والممارسات التقليدية المرتبطة بها، على قائمة التراث الثقافي اللامادي، لتصبح حكاية عطر وتراث يُحتفى بها في كلّ الأماكن. وفي معرض الزهورالمقام حالياً في حديقة تشرين، والذي اتخذ منها شعاراً لدورته الحالية 44، تحضرالوردة الشامية ولكن بطريقة جمالية مميزة، يغلب عليها الطابع الإنساني عبر» ماكيت» موجه للأطفال، من تصمم الآثاري والباحث فاروق سايس، وذلك بعد نجاحه في تصميم ماكيتات للمواقع الأثرية في سورية كافة، وفي مقدّمتها ماكيت «قلعة الحصن»، وألعاب تفاعلية موجهة للأطفال لتنمية قدراتهم العقلية والذهنية، وتحفيزمهاراتهم على التركيزوالتفكير بمواقع سورية الأثرية بطريقة اللعب والتركيب.عبر مبادرته الإنسانية، التي أطلقها لدعم الأطفال المصابين بالسرطان، من خلال رصد جميع عائدات ماكيتاته التي قام بتصميمها والتي تباع طيلة فترة معرض الزهور، الذي يستمر لغاية 14 تموز إلى جمعية «بسمة أمل» لدعم الأطفال المصابين بالسرطان.
وفي تصريح لصحيفة الثورة حول هذه المشاركة، أوضح سايس أن تصميم ماكيت «الوردة الشامية» جاء بطلب من مديرية السياحة، وبنفس طريقة ماكيتات المواقع الأثرية، اذ تتكون من عدة أطباق من الكرتون، مرقمة حسب التسلسل مع مخطط طريقة التركيب، وتمّ تصميمه من أجل إقامة ورشات للأطفال، لكي يتعرفوا من خلال تركيبها على الوردة الشامية.
مؤكداً أن الهدف الأسمى من هذه المبادرة هو خلق بسمة فرح وأمل على وجوه أطفال مرضى السرطان قائلاً:»ظروفنا صعبة بس الوجع أصعب، وأي مبادرة إنسانية مهما كانت صغيرة سيكون مفعولها كبيراً لدى هؤلاء الأطفال». بالإضافة إلى نشرالوعي بالتراث السوري العمراني والثقافي لدى الأطفال. و ترسخ مفهوم الهوية الثقافية والانتماء لديهم.

التالي