الثورة _ غصون سليمان:
ينتاب الكثير منا حالات من الاكتئاب متدرجة الشدة ضمن مراحل عمرية مختلفة، غير آبهين ربما بأسبابها ودوافعها النفسية والاجتماعية، ولعل الاخطر في هذا السياق هو مايسمى الاكتئاب الذهاني، والذي يعتبر حسب الدراسات والأبحاث حالة نفسية خطيرة تتميز في تصورات غير طبيعية مثل الأوهام أو الهلوسة، وغالباً ما تكون على هيئة أعراض ذهان مصاحبة للإصابة في الاكتئاب، وغالباً ما يصاب به كبار السن.
وتالياً هو نوع من أنواع الاكتئاب الشديد، والذي يُصبح ذهانياً عندما يمتلك أعراضاً وعلامات الذهان أو الانفصال عن الواقع. والتي تظهر على هيئة الأفكار الغريبة وغير المنطقية، والأوهام، والهلاوس في وجود شخص أو شيء يتحكم به، أو يحاول إلحاق الأذى به.
وفق ما أشارت إليه الدكتورة لانا أسعد الاختصاصية في الطب النفسي، حيث قد يسمع الأشخاص المصابون بالذهان أصواتًا أو قد تكون لديهم أفكار غريبة وغير منطقية.
وعن الفرق بين الاكتئاب الذهاني وفصام الشخصية، بينت:أن فصام الشخصية يكون على هيئة أعراض الذهان الشديدة مثل الهلوسة والأوهام ولكن دون اكتئاب أو أعراض شديدة للاكتئاب، كما أنه يميل للظهور في أواخر سن المراهقة أو حتى بداية العشرينات من العمر، بينما الإصابة في اكتئاب ذهاني قد تحصل في أي عمر، وبها الكثير من أعراض الاكتئاب.
أعراضه
فيما أعراضه تشمل حالات من الهلوسة أو رؤية وسماع أشياء غير حقيقية، مثل تصديق الأوهام والأشياء غير الصحيحة، أيضاً التفكير غير المنظم أو المضطرب، لديه جنون العظمة، ظهور مشاعر الحزن أو اليأس والقلق، الغضب أو التهيج تعتبر من الأمور الصغيرة، وهناك تغيرات أخرى في الشهية التي ينتج عنها تغيرات في الوزن.
مع الإشارة للإحساس بالذنب أو الفشل، ومواجهة صعوبات في التركيز وانخفاض الطاقة، وإهمال المظهر والنظافة الشخصية.
ومن الأعراض أيضاً فقدان الاهتمام في الأنشطة التي كان يستمتع بها الشخص عادةً، ومعاناة الأرق أو اضطرابات النوم، وقلة تقدير الذات، وظهور أفكار انتحارية أو أفكار بإيذاء النفس.
ناهيك بتقلبات المزاج، والتباطؤ وزيادة التململ، ومواجهة تغيرات في الحركة والنشاط.
والأخطر في هذا الأمر هو كراهية الذات أو الشعور بالعجز والانفصال عن الواقع، بمعنى يعيش المرء حالة من الذهول وعدم القدرة على التحرك أو التحدث، أو إبداء أي نوع من الاستجابة للظروف المحيطة.
إضافة للمشاكل الجسدية مثل: الصداع، وآلام المعدة، والأوجاع والآلام، وغيرها.
ولفتت الدكتورة أسعد إلى أن وجود فرد من أفراد العائلة يعاني من اكتئاب ذهاني يزيد من احتمالية إصابة الشخص به بسبب الوراثة.
النساء أكثر
قد يجتمع أكثر من سبب معاً للإصابة بالاكتئاب الذهاني، ومنها:
الجنس:حيث النساء معرّضة للإصابة في الاكتئاب ونوبات الاكتئاب أكثر من الرجال، ويُعتقد أن ذلك قد يكون بسبب التغيرات الهرمونية التي تمر بها النساء في حياتها، وأحياناً تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في إصابة الشخص في الاكتئاب الذهاني، إلى جانب العوامل البيئية، كمرور الشخص في أحداث صادمة ومجهدة في حياته مثل موت أحد المقربين، أو فقدان الوظيفة من الأسباب التي تحفز الإصابة في الاكتئاب.
وإذا ما تعرّض الشخص للإساءة أو الإهمال في طفولته فيعد ذلك من أسباب إصابته باكتئاب ذهاني، وتزيد مخاطر إصابته في مشاكل الصحة النفسية بشكل عام.
وأوضحت الدكتورة أسعد بعض الصفات والسمات الشخصية التي يمتلكها الشخص قد تكون هي السبب في إصابته بالاكتئاب، كأن يبحث عن الكمال، أو لديه تدنٍ في احترام النفس.
وهناك موضوع الاختلالات في المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين والدوبامين تلعب دوراً كبيراً في الإصابة بالاكتئاب الذهاني، كما أن زيادة نسبة هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) تزيد من احتمالية الإصابة به.
عوامل الإصابة
وفيما يتعلق ببعض العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة باكتئاب ذهاني نوهت اختصاصية الطب النفسي بعدم وجود أصدقاء مقربين أو أحباء يُمكن الثقة بهم، وقلة التواصل مع العائلة والأصدقاء.
وجود تاريخ عائلي من الإصابة في أي اضطراب نفسي، وبالأخص الاضطراب ثنائي القطب أو الفصام.
حصول حدث سلبي كبير في العام الماضي.
التغيرات الهرمونية الكبيرة مثل: انقطاع الطمث أو فترة ما بعد الولادة.
تخطي صدمة كبيرة أو إجهاد شديد.
التعايش مع ألم مزمن أو حالة صحية مزمنة.