الثورة – متابعة عبد الحميد غانم ورفاه الدروبي:
منذ بزوغ الإعلام الالكتروني كنظام اتصالي جديد في دول العالم بشكل عام ، وفي منطقتنا العربية بشكل خاص، فرض معطيات أثرت على آلية التعاطي الإعلامي في ظل الطور الهائل للتكنولوجيا، كما فتح آفاقاً جديدة ليصبح إعلاما تفاعليا في محيط الفضاء الأزرق الواسع.
واستحوذ هذا النوع الجديد من الإعلام اهتمام الباحثين والكتاب لدراسته وإعداد الأبحاث حوله نظرا لتأثيراته الكبيرة لاسيما أنه قدم خدمات جليلة للقضية الفلسطينية نظرا لما يتمتع به من سهولة وسرعة وقلة التكاليف، فانبرى العديد من الباحثين لدراسة هذه الظاهرة.
كان من بينهم الدكتور وسيم زيد مجمد وني الإعلامي والكاتب الفلسطيني، الذي قدم كتابا جديدا بعنوان ” ضوابط الإعلام الالكتروني في ظل التحول الرقمي”.
المركز الثقافي الروسي أقام مساء اليوم ندوة نقدية وتوقيع كتاب الدكتور وني بمشاركة فعاليات ثقافية وأدبية من سورية وفلسطين.
أظهر كذب الرواية الصهيونية
مؤلف الكتاب الكاتب الدكتور وسيم زيد محمد وني بيَّن في كلمة مسجلة له عبر الفيديو بأنَّ العالم يعيش ثورة الكترونية حتى أصبح قرية صغيرة، وأصبحت المعلومات تصل بسهوله ويسر وغدت أكثر تأثيراً وعنصراً مهماً من عناصر التغيير كما استطاع الإعلام الفلسطيني أن يؤكِّد كذب الرواية الصهيونية وجعلت الشعوب يعتمدون الرواية الفلسطينية مبيِّناً بأنَّ الإعلام الالكتروني في إظهار المجازر الواقعة بحق الشعب الفلسطيني، وتمَّ إنجاز الكتاب إنتاجاً بسيطاً في ظل التحول الرقمي، فجعل من العالم قرية في كل عنصر من عناصره بقصد أو بدون قصد لتسليط الضوء على الصحف الالكترونية وتحليلها وسماتها من أجل أن يكون الكتاب مرجعاً للطلبة والإعلاميين.
وتحدث مؤلف الكتاب عن دور الإعلام الالكتروني في دعم القضية الفلسطينية، وتسليط الضوء على ما يعانيه الفلسطينيون وكشف ما يدعيه الاحتلال من باطل وأكاذيب وكشف الجرائم والمؤامرات.
مرجع للطلاب والباحثين
وفي قراءتها النقدية، أشارت الباحثة والإعلامية هدباء العلي إلى أهمية الكتاب كمرجع للطلاب والباحثين والمثقفين بما فيه من إجابة عن تساؤلات كثيرة تخص سلبيات وإيجابيات المنظومة الالكترونية، ويمكن أن يكون داعماً ثقافياً للصحافة الالكترونية وما قدمته من تطوير يفيد الإعلام الذي سلط الضوء على القضية الفلسطينية وأبطل مزاعم الصهيونية.
ونوهت العلي بأنَّ الكتاب يحمل بين دفتيه ستة فصول تحت عناوين مختلفة تحيط بالموضوع الرئيسي وتتفرع عنه بما يشبه السلسلة حيث تتتالى حلقاتها حتى لا تترك انقطاعاً وفجوة لدى القارئ كي يستطيع أن يطلق على الكتاب الجامع والشامل لكلِّ ما يتعلق بالإعلام الالكتروني وقضاياه كونها تثير الشؤون والشجون في آن معاً، ورغم أنَّه يأتي في سياق ثورة المعلومات والتقنيات الحديثة استجابة للواقع الراهن بما يواجهه من تحديات عدة إلا أنَّه يطرح الكثير من التساؤلات أبرزها تحديد موقعنا في خضم ثورة كاسحة.
لافتة إلى أنَّها تكاد تبتلع الفضاء الالكتروني برمته خاصة أنَّنا أمة لازالت تعاني من الأمية الأبجدية فكيف بالأمية الإلكترونية، وتستطيع في المجتمعات النامية أن تتحدث عن بنى تحتية يقوم عليها في دخول معترك الصناعة الإلكترونيه تطويراً واستخداماً، كما تناول حديثها بأنَّ الصناعة الإلكترونية لها حسناتها ونقائصها، وتتمثل حسناتها بأنَّها تقلص المسافات بين الكاتب والقارئ بسرعة الوصول، وهامش التعبير الواسع، وتكاليف الإنتاج البسيطة مقارنة بالورقة مايجعلها تكتسب الجولة في السابق، فكانت عابرة للحدود الجغرافية؛ أمَّا سلبياتها فأهمُّها ضعف الرقابة، والمنافسة الشديدة على الشابكة وبروز مواقع إعلامية شعبية كموقع التواصل الاجتماعي والمدونات الشخصية، وغياب التخطيط، وعدم وضوح الرؤيه المستقبلية، ومازالت الصحافة الإلكترونية تأتي في مرتبة متدنية بالنسبة للإعلام الرسمي في تنظيم الدول بسبب غياب القوانين الناظمة لعلمها.
الضبط الاعلامي
ومثل بشار سعيد دائرة العلاقات العربية لمنظمة التحرير في كلمة أوضح فيها أهمية الضبط الإعلامي الذي يخدم الذوق والوعي والقيم الأخلاقية وخاصة أنه أخذ دوراً في مجتمعاتنا في التواصل فلا بد من ضبطه وتنظيمه.
ونوه بأهمية الاعلام الالكتروني ودوره في إظهار القضية الفلسطينية وحقوقها أمام العالم وكيف تركزت الأنظار إلى جرائم الاحتلال وازدادت حملات التضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني.
خدمة القضية الفلسطينية
من جانبه، بين الأديب سامر منصور الذي تابع نشر الكتاب وحفل توقيعه أن التعاون والعمل على تسخير المنظومة الالكترونية لخدمة القضية الفلسطينية بين المثقفين ضرورة مهمة وهذا تضمنه الكتاب ثم وقع الكتاب وأهداه للحضور.
لافتا إلى ضرورة الاهتمام الكبير بدور الإعلام الرقمي وبنشر الكتاب وجعله بتناول الطلاب والباحثين.
ونوه منصور بأن الإعلام العربي تفاجأ بدور السوشيل ميديا الكبير في دحض الرواية الصهيونية وإبراز الحقائق عن الحقوق الفلسطينية ضمن الاهتمام العالمي.
بناء الوعي
بدوره إبراهيم سعيد أثنى على أهميَّة الكتاب لأنَّنا بحاجة ماسة اليوم إلى الضبط الإعلامي وبناء الذوق العام للمجتمع والارتقاء بمنظومة القيم والأخلاق فيه، خاصة أن مجتمعنا أصبح اليوم يعتمد على الشابكة الكترونية بشكل متزايد، وصارت منصات التواصل الإجتماعي تؤدي دوراً رئيساً في بناء الوعي، وركناً أساسياً للتواصل اليومي، واستقبال المعلومات بالنسبة لكثير من الأشخاص في العالم، منوهاً إلى أنَّ الإعلام الالكتروني لعب دوراً بارزاً ومهماً بالنسبة للقضية الفلسطينية، لأنَّه أظهرحقيقة ما يجري خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، والضفة الغربية، والقدس، وكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي أمام العالم بأسره، وتؤكدها المظاهرات ضده في عدد من المدن الأوروبية، لكن يظل التحول الرقمي والانتشار الواسع للإعلام الالكتروني له أهميته، وأصبحت الضوابط وتنظيمات المجال ذاته أمراً بالغ الأهمية لضمان سلامة المحتوى الإعلامي وحماية المستخدمين وأنَّ التكامل بين الضوابط والتنظيمات سيكون له دور حيوي في ضبط وتنظيم الإعلام الإلكتروني، وضمان استفادة المجتمع من مزايا دون المساس بالقيم والأخلاقيات.
فيلم وثائقي
وعرض فيلم وثائقي في الافتتاح بعنوان “غزة لتكن الحكاية” من إنتاج اتحاد الكتاب العرب، وإخراج هشام فرعون، تناول ما قام به الكيان الصهيوني من قتل للمثقفين والأدباء والإعلاميين والفنانين والأطفال.
يذكر أن الكتاب نشر في دار توتول بالتعاون مع مركز رؤية للدراسات والأبحاث ونقابة الصحفيين الفلسطينيين والاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين.