في جميع لغات العالم وقوانينه وشرائعه الوضعية والإنسانية والدينية يحرم قتل أي شيء آدمي أو له علاقة بآدمية الإنسان، قتل أي منفعة للإنسان عن سابق قصد ضرب من الجنون، فكيف لو كانت الحالة قتل المكان تمهيداً لقتل أصحابه برداً وجوعاً ومرضاً في العراء، فيما لو نجوا من قصف الطيران والمدافع كما يحصل اليوم في قطاع غزة التي قُتلت فيها المؤسسات والمنازل، بل مُورس بحقها الإبادة الجماعية كما يحصل من إبادة جماعية بشعة وغير مسبوقة بحق سكانها المدنيين.
“إسرائيل” ترتكب جرائم “قتل المنازل” في قطاع غزة، وتل الهوى والشجاعية مثال صارخ على التدمير المنهجي الذي تنفذه آلة الاحتلال العسكرية، حتى أصبح القطاع غير صالح للسكن”، فأكثر من 80% من المباني دمرت أو تضررت، وعلى ضوء ذلك يتهم العديد من الخبراء في القانون الدولي “إسرائيل” بجريمة “قتل المنازل”، أي التدمير المتعمد والمنهجي للمساكن الفلسطينية.
قطاع غزة الذي يتعرض للقصف الإسرائيلي منذ تسعة أشهر بات مكاناً للموت لكن اليأس لم يخالط نفوس الغزيين، ومع أن المكان غير صالح للسكن، يبقى الأمل يسكن قلوبهم بنصر قريب، مع أن الدمار الذي لحق بمنازلهم لامثيل له في التاريخ.
رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يدمر غزة عن سابق قصد ويضع العراقيل أمام أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع المقاومة، وإيقاف حرب الإبادة الجماعية، وبالتالي نتنياهو يريد إبقاء الأمور إلى الوراء ما يؤدي إلى استمرار هذه الإبادة في القطاع، والتي يتوخى من خلالها نتنياهو إلى ممارسة ضغط أكبر على المقاومة، حسب اعتقاده، وإطالة أمد بقاء حكومته في السلطة.
وبالرغم من كل القتل وتدمير المنازل في ثوان معدودة في قطاع غزة تساند الحاضنة الشعبية المقاومة بكل عزيمة وقوة نفس، وهذا ما يفسر صمود المقاومة، وانكسار الاحتلال في جبهة القتال بشوارع غزة، ما انعكس انكساراً للكيان على كل جبهات القتال وخصوصاً في جبهة الشمال.
منهل إبراهيم