الثورة – ديب علي حسن:
منذ عشرين عاماً ربما أو أقل كنت ابحث عن كتاب محدد في مكتبات اللاذقية حين وقعت عيناي على كتاب تحت عنوان: شيء من حياتي قلبت بضع صفحات شدتني إلى ما فيه..
فرحت به أيما فرح..
إنه سيرة الكاتب والمبدع مراد السباعي.. وكان لا بد أن أقتنيه لقد نسيت العنوان الذي كنت أبحث عنه.
عدت ومعي هذه السيرة المتميزة العبقة لم أنم إلا وقد أنهيتها قراءة.
بحثت عن بعض أعماله الأخرى لكن لم أفلح بالوصول إلى أي منها.
منذ أيام كان الأستاذ والإعلامي عيسى اسماعيل قد نشر خبر هدية تلقاها من أبناء الراحل مراد السباعي هي أعماله الكاملة.
تواصلت مع الأستاذ وليد مراد السباعي الذي قدم لي الكتاب الذي يضم الأعمال الكاملة…
كتب أبناء الراحل مقدمة الأعمال الكاملة ومما جاء فيها:
(بناء على رغبة منا وعلى رغبة العديد من المهتمين بالأدب والثقافة في بلدنا كان لا بد لنا من العمل على جمع مؤلفات الأديب الراحل مراد السباعي في كتاب واحد يمثل الأعمال الأدبية الكاملة لنتاجه خلال حياته ومن الجدير ذكره أننا كنا حريصين على جمع مؤلفاته كاملة دون نقصان لكن ومع الأسف فإن بعضاً منها فقدت ولذلك فإن ما تمت طباعته هو المتوفر بين أيدينا من نتاجه الأدبي ونود الإشارة أيضاً إلى أننا لم نراع الترتيب الزمني في الطباعة لصعوبة تقدير ذلك حالياً بالنسبة لنا.
حاولنا في هذه المقدمة المختصرة أن لا نكرر ما قيل في أدب مراد السباعي ولكن كان لابد من الوقوف عند بعض النقاط الأساسية التي لابد من ذكرها.
تميز الأسلوب الأدبي لمراد السباعي بخصوصية احتار معها النقاد في تصنيفه وتسميته لكن أغلبهم وصف أسلوبه بالواقعية الطبيعية ذلك أن المواقف الإنسانية التي جسدها في كتاباته كانت مبنية على الخبرة الحياتية والتأمل وتميز عرضها بالبساطة والصدق.
لم يسوق مراد السباعي لنفسه ولم يسوق له أحد ولم يكن محباً للأضواء بل على عكس ذلك محباً للعزلة وكانت جهوده في عمله خالصة لأجل فنه بعيداً عن الكسب المادي الذي كان بالنسبة له وسيلة ولم يكن في يوم من الأيام غاية.
لقد عاش حياته كلها نظيف اليد والفكر بعيداً عن الالتزام الإلزامي…. إلا بقناعاته الخاصة.
تميزت فترة منتصف القرن الماضي بنهضة ثقافية عالية المستوى في مدينة حمص وكان مراد السباعي أحد أهم روادها مع من عاصره من مثقفي وأبناء المدينة إلا أنه تميز عنهم بفكره التقدمي الجرىء المناهض لأفكار متوارثة متخلفة كانت شائعة بين الناس معرضاً نفسه للانتقاد الشديد بل حتى معرضاً حياته للخطر.
تميز مراد السباعي بأخلاقه وحسن سيرته وتعامله مع الناس كان لطيفاً ودوداً محباً للجميع ومحبوباً منهم ولا نذكر أنه وجه إساءة لأحد أو أن أحداً اشتكى منه…. عاش شريفاً أبي النفس قنوعاً لا يطلب من هذه الحياة إلا الكرامة وكفاف يومه).
يقع المجلد الضخم والفخم شكلاً ومضموناً في ٦٥٢ صفحة من القطع الكبير والتجليد الفني الأنيق، رسوم الغلاف بريشة الدكتور فريد مراد السباعي.
صدر الكتاب عن دار الإرشاد للنشر.
وقد قدمه أبناؤه هدية للمتابعين والمهتمين.
وفي المحتوى يقسم إلى أربعة أقسام هي الأعمال القصصية القصيرة.. بعدها الأعمال المسرحية. ومن ثم السيرة الذاتية شيء من حياتي.. وهي من أجمل ما قرأت وأكثرها صدقاً ودفئاً وقدرة على الوصول إلى عقل وقلب القارئ.
القسم الرابع: قصص للأطفال.
بطاقة…
ولد في حمص عام 1914.
كتب المسرحية في بداية الثلاثينيات وكتب القصة في أواسط الأربعينيات.
عمل موظفاً في بلدية حمص عام 1938 ثم انتدب إلى المركز الثقافي وكلف من وزارة الثقافة بتشكيل فرقة مسرحية عام 1960 وسميت فرقة مسرح حمص الدرامية.
وعمل في هذه الفرقة مديراً ومخرجاً حتى عام 1965 وقد نال عام 1961 الجائزة الأولى في مسابقة المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب في القطر السوري عن مسرحية (شيطان في بيت).
ترجمت بعض أعماله الأدبية إلى اللغة الأوكرانية والروسية والألمانية كمجموعة هدية عيد الأم التي ترجمت إلى اللغة الأوكرانية كما ترجمت إلى اللغة الروسية ثلاث قصص ظهرت في ثلاث مجموعات قصصية: قصص من العالم العربي وقصص للأطفال وقصص من سورية. لم يوفق في الدراسة فترك المدرسة قبل الحصول على الشهادة الثانوية.
عمل في رئاسة المكتب الفرعي للاتحاد بحمص بين عام 1972-1982.
مؤلفاته:
1- كاستيجا- قصص- حمص 1948.
2- الدرس المشؤوم- قصص- حمص 1949.
3- هذا ما كان- قصص- القاهرة 1952.
4- الشرارة الأولى- قصص ومسرحيات- دمشق 1962.
5- الحكاية ذاتها – قصص ومسرحيات – دمشق 1967.
6- تحت النافذة – قصص ومسرحيات – دمشق 1974.
7- هدية عيد الأم – قصص للأطفال – دمشق 1978.
8- أسئلة تطرح وأصداء تجيب – قصص ومسرحيات – دمشق 1979.
9- سباق في مسبح الدم – قصص ومسرحيات – دمشق 1984.
11- شيء من حياتي – سيرة ذاتية – حمص 1990.
12- شيطان في بيت – مسرحية – دمشق 1990.
13- من مرآة الذاكرة – سيرة حمص 1992.
14- مقاطع من رسائل صديقتي شارلوت – حمص 1995.
مراد السباعي مبدع سوري استطاع أن يشق درباً إلى الأدب الخالد بما قدمه في كل أعماله القصصية والمسرحية.. وربما كما أسلفت سيرته الذاتية شيء من حياتي تعد من عيون هذا اللون وهي تقدم لوحة نابضة بالحياة ووجهاً جمالياً للحياة.
شكراً لأسرة الراحل مراد السباعي على إعادة جمع أعماله في مجلد واحد وتوزيعه مجاناً.