“زهايمر” أبو عبود

“سليمان” استدان بالثمانينات ثلاثة ملايين من بعض أصدقائه، ووعد برد المبلغ خلال سنة رغم أنه لا يعمل أي شيء، وكان غريباً كيف أعطوه هذا المبلغ! أبو عبود سأل سليمان: “يا رجل أنت كيف بتنام وآخد 3 ملايين من الشباب”، والمفاجأة كانت برد سليمان: “شو صايرعليي هنن كيف بناموا”، ومن يومها لليوم أبو عبود ما زال يردد الجملة رغم أنه يعاني الزهايمر؟.

حال سليمان كحال كثير من “الجهات الخدمية” في المحافظات أعدّوا قائمة كبيرة من التبريرات والوعود كوعد سليمان و رموها في وجه المواطن، فهل يُعقل أن قرى “الساحل” التي تجاوزت معدلات الهطول-المطري فيها هذا العام 2000 مم لا تصلها المياه ؟!

وإن وصلت تكون كل شهر مرة، وهناك بعض الحارات والأحياء والقرى لم تصلها هذا الموسم أبداً نتيجة الكميات القليلة التي تمّ ضخها، فوصلت بعض البيوت في القرى مجسّدة مقولة “الأرض المنخفضة بتشرب ميّتها وميّة غيرها”.

الجميع تفاءل بأن تكون مياه الشرب في محافظتي “طرطوس واللاذقية” أفضل نتيجة موسم الأمطار الجيد، ولكثرة الأخبار التي نشرناها عن تركيب منظومات “طاقة-شمسية” لضخّ مياه الآبار، ومد خطوط كهربائية معفية من التقنين للآبار.

لا أحد يُنكر ضعف الموارد، ولا الأعطال الكثيرة لمضخات المياه، وعدم وجود تعويضات لتنقل المشرفين على الشبكات والنقص في عددهم، ولكن هناك جانب إداري مهم جداً في توزيع الكميات المتاحة على المواطنين يسوده الفوضى والمحسوبيات والمزاجية والمتاجرة بالمياه والكيدية أحياناً، قرية عدد سكانها 500 شخص، وأخرى فيها عشر حارات كل واحدة منها 1500 شخص يتم التعامل معهم بنفس الكمية والوقت، قرية مقابل قرية، انحدار كبير في الحارات، ولكن الحارتان على خط واحد، فتشرب المنخفضة كل الضخّ وتبقى المرتفعة بدون ماء لشهر وأكثر، وكثير من الأمور الفنية البسيطة التي يمكن حلّها بـقواطع للمياه ومراقبة للمشرفين على الشبكات.

هل يُعقل أن يكون وضع مياه الشرب في المناطق الداخلية رغم شحّ مصادرها أفضل من الساحل ؟ كيف استطاعت المدن الكبرى بأحيائها ومخالفاتها أن تضع برامج لضخ المياه، وعجزت مناطق محدودة عن تنظيم برامج ضخّ؟.

هل يُعقل أن تهتم الجهات المعنية بمراكز المدن لأنها قريبة من أعين المسؤولين، ولا تسمع أصوات الناس في الأرياف والقرى، وكأن الناس درجات؟.

أبسط خطوة للتقليل من المشكلة هي بوضع برامج لتوزيع المياه يعرف من خلالها المواطن متى تأتي المياه، وعندما يحصل عطل يتم إبلاغ الناس بالتطورات، وتكون الإدارات على اطلاع دقيق ولديها أجوبة على التساؤلات.

هامش: سليمان مات من عشر سنين ولم يرد المبلغ، والشباب دفعوا ضعفه أجور سيارات “رايحين جايين” لعند سليمان لاسترداد المبلغ “بس للأمانة كل مرة كانوا يتغدوا”.

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم