الثورة – بشرى سليمان:
التعاطي مع قضية الإعاقة في سورية ليس وليد اللحظة وإنما قطع أشواطا شتى على جميع المستويات المؤسساتية والمجتمعية منذ زمن بعيد، إلا أن المرسوم رقم ١٩ الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد مؤخرا في هذا التوقيت الحساس بكل ما للكلمة من معنى، شكل نقلة نوعية بالشكل والمضمون، بالسلوك والممارسة فهو ضرورة مُلحّة بكل تجلياتها ولاسيما بهذه الظروف التي يمر بها البلد بعد صراع طويل مع مشروع الإرهاب الذي ولد الكثير من تبعات الحرب وما تركته من آثار جسدية متعددة الأوجاع والإصابات على العديد من السوريين،أفرادا وعائلات.
وبالتالي فإن صدوره اليوم وشموله لجميع متطلبات وحاجات هذه الشريحة هو حالة مثلى فيها من الانضباط وتنوع المشاركة وتحمل المسؤولية من قبل جميع الأطراف الرسمية والشعبية ، خاصة وأن توسيع دائرة المشاركة وتبديد مخاوف الأهل ومخاوف أبناء هذه الشريحة هي الغاية، وبالتالي تصبح قضية الأشخاص ذوي الإعاقة هي قضية مجتمع وشعب وحكومة دولة، وتهم الصغير والكبير وتتلاشى فيها النظرات المتباينة وهذه هي أهم أهداف المرسوم الذي يلامس في جوهره كل ألوان البعد النفسي والاجتماعي والصحي والثقافي والتربوي والإنساني.