الثورة – آنا عزيز الخضر:
إعادة بناء الإنسان في ظروفنا الحالية من أصعب المهام، وأقسى المسؤوليات، خصوصاً أن الإنسان، ينهض مثخناً بجراحه من جراء حرب إرهابية أرهقته في كل المجالات، وكل الساحات، وهو الطموح المحب للحياة وللنجاح، وقد عانى في كل اتجاهات حياته، من هنا فإن المسؤولية الثقافية التي تحملها الثقافة وفنونها كبيرة، وتعمل بكل طاقتها لإعادة بناء الإنسان بالطريقة المثلى، منزهاً عن السلبيات ما أمكن.
مثلما قدم العرض المسرحي”الطين الأحمر” تأليف سمير الطحان، إخراج محمود عبد الباقي، وهو يتحدث عن حياة نحاتة ، قامت بدورها الفنانة ديانا الحمصي، صدمت في كل شيء على الصعيد الشخصي والعام.. على صعيد الوطن.. عندما عاشت ظروف الحرب، لكنها نهضت قوية، عازمة على الاستمرار والنجاح، مصرة على صناعة أجمل المنحوتات بأفضل الوسائل، تستقي العبر من تجربتها الصعبة، لتعيد صياغتها بأروع بناء جديد ، فيه الجمال والقوة واثبات الذات كإنسانة قوية، جابهت كل أزماتها.
حول العرض ومقولته ومقترحاته تحدث المخرج محمود عبد الباقي قائلاً: قدم العرض تساؤلات في الحياة والمجتمع، والتي تحتاج للتفكير لإيجاد الحلول لها، وكسر النمطية المحيطة بها، عبر قصة ذاتية لنحاتة شابة، تقرر العودة للعمل وإعادة تكوين حياتها، بعد سنوات من الغربة النفسية، بسبب الحرب الإرهابية على سورية وآثارها.
تم اختيار نص الطين، لأنه يطرح عدة قضايا مرتبطة بمسائل اجتماعية شائكة.. من الزواج المختلط، وعمل الفتاة والحب، والتي تحتاج للمكاشفة والصراحة والبوح..
أردنا من خلال هذا النص تقديم إسقاطات على المجتمع، وطرح إشكالات قديمة، زادت رواسبها مع سنوات الحرب الإرهابية، ويحتاج المجتمع لتجاوزها في المرحلة القادمة من خلال إعادة التفكير بكل ما يربط الناس ببعضهم، وإعادة تشكيل الذات، والأفكار، كما يشكل النحات من الطين منحوتات تحمل الجمال والصدق والعفوية.
العرض يتضمن تقنية الفيديو من خلال عدة فيديوهات، تم تصويرها بكاميرات عالية الدقة، لتكون ذات حرفية عالية، وهو فن متطور جديد، لحالة الدمج بين أهم الفنون الدرامية.. المسرح والسينما، وهي تقنية متميزة أتت ضمن السياق العام للأسلوب المسرحي.