الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يوم الأربعاء الماضي 14 آب إلى تعزيز التكامل بين دول أمريكا الجنوبية لتعزيز التنمية الإقليمية والسعي إلى إيجاد شركاء تجاريين أقوياء خارج القارة، بما في ذلك الصين.
وأكد لولا أن البرازيل ومع أنها في وضع يسمح لها بقيادة هذه المبادرة، إلا أنها لا تنوي متابعة أجندة إمبريالية.
وقال الرئيس خلال مشاركته في منتدى Um Projeto de Brasil (مشروع البرازيل)، الذي تروج له مجلة Carta Capital، احتفالاً بالذكرى الثلاثين للنشر: “بنفس روح الحد من التفاوتات داخل البلدان، سنولي اهتماماً كبيراً بالتكامل. أنا مقتنع بأننا يجب أن نقنع الدول المجاورة بأننا بمفردنا نظل صغاراً، ولكن بتعاوننا معاً يمكننا تحقيق أشياء عظيمة”.
وأضاف الرئيس “نحن لا نريد أن نكون إمبرياليين ، وإن بناء علاقة قائمة على الثقة والمصلحة المتبادلة هو ما يدفعنا إلى تعزيز أمريكا الجنوبية ككتلة”، مذكراً بدعمه الطويل الأمد لتعزيز العلاقات داخل الكتل الإقليمية مثل اتحاد دول أمريكا الجنوبية (يوناسور) وجماعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك).
وفي نهاية العام، سيعقد الرئيس لولا دا سيلفا والرئيس الصيني شي جين بينغ اجتماعاً ثنائياً في البرازيل للاحتفال بمرور 50 عاماً على العلاقات الدبلوماسية.
ووفقاً للولا، فإن المناقشات جارية بشأن إقامة شراكة استراتيجية طويلة الأجل مع الصين. وبالإضافة إلى ذلك، أعلن الرئيس البرازيلي أنه سيحضر قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في بيرو، حيث تهدف الصين إلى مناقشة طرق التجارة مع أمريكا اللاتينية.
وقال “إننا نهدف إلى أن نصبح اقتصاداً أقوى من أي وقت مضى ونحتاج إلى البحث عن شركاء. وعندما أذكر الصين، فإنني لا أقصد التنافس مع الولايات المتحدة، بل أريد أن تكون الولايات المتحدة والصين حليفتين. لا يمكن للبرازيل أن تحظى بالاحترام إلا إذا كان لدينا مشروع واضح”، مشيراً إلى أن الصين كانت أكبر شريك تجاري للبرازيل لمدة 15 عاماً.
جمع المنتدى قادة من القطاعين العام والخاص في برازيليا لمناقشة التكامل الوطني وتكامل أمريكا الجنوبية والمسارات المؤدية إلى انتقال عادل وشامل للطاقة.
وقال لولا دا سيلفا: “نحن بحاجة إلى تكامل إقليمي عميق، يقوم على العمل الماهر وإنتاج العلوم والتكنولوجيا والابتكار من أجل توليد فرص العمل والدخل. وأي شخص يعرف تاريخ المنطقة يقدر دور الدولة كمخطط ومحفز للتنمية”، مجادلاً بأن الدولة يجب أن تتمتع بالقدرة المناسبة للحد من عدم التكافؤ داخل البلدان وبينها.
كما أشار لولا إلى مشاريع برنامج تسريع النمو الجديد (PAC) ، السياسة التوجيهية للحكومة الحالية، التي تم بناؤها بمقترحات الولايات والبلديات.
وفيما يتعلق بالسوق الخارجية، سلط لولا الضوء على جهود البرازيل لتعزيز علاقاتها مع الأرجنتين وباراغواي وبوليفيا وتشيلي وبيرو والإكوادور وفنزويلا وغويانا وسورينام. كما ذكر مشروعاً يتضمن خمسة مسارات مادية رئيسية مصممة لتعزيز تكامل البرازيل مع الدول المجاورة لها.
ومن المتوقع أن يبدأ أول هذه المسارات العمل في عام 2025 وسيربط المنطقة الشمالية بأكملها وجزءاً من الشمال الشرقي بمنطقة الحدود الثلاثية بين كولومبيا وبيرو والإكوادور.
المصدر- أوراسيا ريفيو