ذات واحدة !

تحسم الأيام بعضاً من ذواتنا،
وتنهب الأحلام كلاً من وجداننا.
فيما تسرق الأكاذيب جوهر عقولنا وتفكيرنا، لنسقط في متاهات الضياع.
وتعمل الحوادث على تغيير مواقفنا من جانب إلى جانب آخر، كما ينقل المقاتل بندقيته من كتف إلى الكتف الثاني أو يديرها خلفاً لتفجير القاعدة التي انطلق منها، مسقطاً كل القيم والمبادىء في مستنقع الخيانة والرذيلة، لتبقى امرأة بذاتها قادرة على استعادة دور جدتها (هيلين)الجميلة في قدرتها على إشعال حروب تمتد لإحدى عشرة سنة ما بين إسبارطة وطروادة، فيقضي أشد الأبطال قوة في ساحات النزال، ويهنأ الجبناء والضعاف برغد العيش ويخضعون للقوي الباغي ولا تعلو لهم همة، وفي الوقت الذي يقتل فيه الأبطال، تعقد الاتفاقيات، ويتعاون أكثر من طرف، فيما لازالت النظرة إلى هيلين الجميلة موضع نزاع ما بين باريس المتيم بها والذي يرى فيها ملاكاً هبط على أرض طروادة، فيما يراها الأثينيون والإسبارطيون والطرواديون مجرد خائنة لعوب، وبغياً أغوت الأمير الضيف المدلل، وأوقعت القتال بين الأخوين.
ولم يقف الأمر عند هيلين وحدها، فهي قد تناسخت مثيلاتها في مناطق وأزمنة مختلفة لتكون حفيداتها ساحرات في اختلاق الحالة التي ترمي الفتنة وتشعل شررها حروباً لا يطفىء نارها إلا الكثير من الضحايا من الأبرياء ومن الأبطال الكبار، فهل تختلف الأزمنة فتختفي الفتنة ويحتكم العقل والمحبة ؟
ربما ما زالت هذه الحكاية تتكررعلى مستويات مختلفة، تظهر للملأ حيناً، وتضيع بين متاهات الحياة وأكاذيب الغانيات ممن يتلاعبن بمشاعر البسطاء الحالمين بعلاقة طيبة، قد تجد ضالتها في غفلة من المشاعر الجياشة، وعدم القدرة على التحكم فيها، فيجد المرء نفسه مكبلاً من أدنى الأخمصين حتى ذروة الرأس بسلاسل وقيود قصّت من شعر شمشون قبل أن يهدم المعبد ويقضي على نفسه قبل أن يقضي على أعدائه.
مصادفة تسوقها وسائط الاتصال الحديثة، فتستحيل تواصلاً لا ينقطع، ويتحول معها العالم الافتراضي إلى واقع معاش يكفر بالماضي كله، ويبني لعلاقة لا يفنيها الدهر.
هي حالة أشبه بالمستحيل تتجاوز هيلين الجدة اللعوب، فتجمع بين قلب محطم لم يعرف العشق إليه سبيلاً، ولم يخفق قلبه باسم أنثى ذات يوم مضى، وبين قلب ضائع تقاذفته الأقدار بين قساة ومستغلين، وهو ينتظر صدراً ما عرف الرجس يوماً، ولا حملته قدماه إلى فاحشة، فيختفي الزمان، وتموت الحكاية، ويبرز وجه طفل بين غيمات المساء.

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة