الثورة – القاهرة – سعاد زاهر:
أيضاً.. كأنني أحضر فيلماً ضمن ليالي مهرجان الإسكندرية، ما إن غادرنا وكالة الشرق الأوسط حيث كنا بزيارة زميلنا الإعلامي أيمن صقر مدير تحرير الوكالة، حتى أصر شاعرنا المصري الأصيل أحمد عنتر على زيارة الأمير أباظة (مدير مهرجان الإسكندرية) في عز يوم حار كل ما فيه يوحي بضرورة أخذ قيلولة، إلا إذا كانت زيارتك إلى القاهرة لفترة قصيرة، تسارع عبرها الزمن كي تلتقط ألف حكاية قبل الرحيل.
وهل أجمل من حكاية مهرجان الإسكندرية، على لسان الأمير أباظة المسؤول المهرجان، منذ وصولي إلى الشارع العريق، شارع أحمد عرابي وسط البلد حيث يقع مبنى جمعية نقاد وكتاب السينما المصرية والتي يرأسها أباظة وهي الجهة المسؤولة عن المهرجان.
منذ اللحظة الأولى شعرت باختلاف عن الأمكنة الحديثة المتشابهة، هنا تتجلى العراقة بأبهى صورها، ما إن تصل إلى مبنى جمعية النقاد حتى تشعر أنك أمام حالة ثقافية مختلفة، كأنك في معرض دائم لتاريخ المهرجان بمختلف نجومه وألوانه، وتتعمق الحالة بمجرد الدخول إلى الصالة التي يطل عليها مكتب الناقد الأمير أباظة العاشق الأبدي للسينما.
أتذكر أنني عرفته قبل سنوات طويلة منذ كان يعمل في مهرجان القاهرة السينمائي الذي كان يديره سعد الدين وهبة، ولم أتوقع أن يتبع شغفه السينمائي كل هذه السنوات.
وأنت تستمع إليه تشعر أنك أمام عاشق سينمائي من طراز رفيع، لكنه يتعتق مع مرور الزمن، وتنضج تلك الأفكار اللامعة التي يعيشها سنويا كل من يتابع مهرجان الإسكندرية، مع اقتراب الدورة الأربعين لمهرجان سينما البحر المتوسط (مهرجان الإسكندرية) كان لابد لـ”الثورة” من حوار يتناول حال المهرجان ووقائع سينمائية أخرى.
ابتدأ الأمير أباظة حديثه عن أبرز ما يميز المهرجان بدورته الـ (40) هذا العام قائلاً:
إضافة إلى المسابقات السبع التي يقيمها المهرجان، لدينا هذا العام المعارض التالية: معرض مستمد من تاريخ المهرجان على مدار 40 سنة، معرض صور الفنانين الحائزين على جوائز، معرض أفيشات أهم مئة فيلم رومانسي، معرض “سينما مصر” للفنان رضا خليل ومنه أخذت لوحة للفنانة هند رستم واعتمدتها كملصق لمهرجان هذا العام.
أيضاً لدينا معرض “الإسكندرية في عيون الفنانين الأجانب” وهو خلاصة تجربة قمت بها حين أحضرت 22 فناناً تشكيلياً من دول البحر المتوسط رسموا معالم الإسكندرية كل فنان رسم لوحتين أخذ لوحة وتركت الأخرى للعرض أثناء المهرجان.
فيما يخص المسابقات لدينا مسابقة شباب مصر، ولأول مرة نقيم مسابقة لأفلام الأطفال، تقرر تخصيصها لأفلام الأطفال في دول البحر المتوسط وتعرض أفلامها في دور العرض ومدارس الإسكندرية.
من الواضح أن لديك أفكاراً متجددة حيث تفاجئ ضيوف المهرجان كل عام بملامح مختلفة..
سأورد لك مثالاً عن الطريقة التي أتعاطى بها مع تفاصيل المهرجان منذ الافتتاح حتى الختام، عند استلامي للمهرجان عام 2013 طلبت من الفنان الإسكندراني عصت دوستاشي وهو من كبار البحر المتوسط، ملصق للمهرجان فقال لي لم أتعامل سابقاً مع “الأفيشات” ولكن يمكنني رسم لوحة وفعلا جاءت لوحته بمناسبة إقامة تظاهرة أهم مئة فيلم كوميدي حيث ضم البوستر رموز الكوميديا.
ملصق هذا العام عن شخصية هنومة في فيلم باب الحديد لهند رستم قادتني إليه الصدفة عندما دعاني الفنان رضا خليل لافتتاح معرضه، لوحات المعرض عن كلاسيكيات السينما المصرية واخترت اللوحة كي تكون ملصق هذا العام، وعندما علم زملاؤه أقاموا له حفلاً، وعرض بقية اللوحات في المهرجان.
من الأفكار الهامة التي نقوم بها كل عام الاحتفاء بمئوية فنانين رحلوا والهدف منها التفكير بطريقة تكريم مختلفة هذا العام نكرم مئوية الفنان فؤاد المهندس وعبد المنعم إبراهيم، وسعد الدين وهبة.
في العام الماضي عرفت من خلال بحثي أن إسماعيل ياسين وفطين عبد الوهاب مضى على رحيلهما (50) عاما فاحتفلت بالذكرى الخمسين على رحيل الفنانين أنا أحاول اختراع مناسبات لتكريم الفنانين.
كيف ترى السينما السورية حالياً، وماذا عن مشاركتها في المهرجان؟
في كل عام يشارك لدينا فيلم سوري إضافة إلى مشاركة سينمائيين سوريين، من الأحداث السينمائية المهمة التي عاشها مهرجان الإسكندرية أذكر أنه حفل افتتاح كما حدث معنا عام (2018) حين عرضنا فيلم (دمشق- حلب) للمخرج باسل الخطيب، عادة نعرض الفيلم مرة أو مرتين وهذا الفيلم تحديدا عرض سبع مرات، وعرض بعد ذلك عرض في احتفالات خاصة.
في هذا العام سيتم منح وسام عروس البحر المتوسط للفنان أيمن زيدان، ويأتي الوسام تقديراً لدوره ومشواره في السينما السورية والعربية.
وبالطبع للسينما السورية خصوصية فمعظم أفلامها تندرج تحت مسمى سينما المؤلف، ومن خلال متابعتي هاجسها خلال السنوات الأخيرة الهم الوطني الذي تعاني منه سورية، مشكلة السينما لديكم حالياً أنها تعاني كما عانت السينما المصرية سابقاً من سوق التوزيع والتمويل، والذي أنقذ السينما المصرية هي السوق الداخلية المصرية ورغبة الجمهور المصري في ارتياد دور السينما المنتشرة في مختلف الأماكن في مصر.