الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
يلعب مسرح الطفل دوراً فنياً وثقافياً مهماً في تنمية مهارات الطفل وتوسيع مداركه لغوياً وعاطفياً، ومن هذا المنطلق اهتم الأديب هيثم الخواجة المقيم في الإمارات بهذا النوع الأدبي، فكان له بصمته الخاصة، تناول بعض مخرجاتها من خلال محاضرة بعنوان” تجربتي في مسرح الأطفال” من على منبر فرع حمص لاتحاد الكتاب، بحضور عدد من أعضاء الاتحاد ورواده.
تحدث بداية عن دخوله عالم المسرح، وترعرعه في أسرة تهتم بالمسرح وخصوصاً شقيقه الأكبر، الذي حثه على القراءة والتعلم، كان أخوه دريد يكبره بأربعة أعوام، يعشق المسرح، والتمثيل والتأليف المسرحي، ويتدرب على أدواره، أمامه وأمام أخيه زياد، فيقومان بتقليد حركاته. خلال إحدى مغامرات أخيه الأكبر دريد تحول الوجه للون الأسمر، بعد إحضار المواد الأولية من السوق، ونتيجة خطأ في التركيبة اشتعل أثاث المنزل، وأصيبت يديه بحروق مع أخويه هيثم وزياد.. وعلى الرغم من قساوة التجربة لكن بقي الإصرار على معرفة خفايا هذا الفن.
أشار الخواجة لغايته من عرض تجربته، ليس الإنارة على الذات، بل توضيح هذه التجربة، لما تتضمنه من استقراءات عملية، يمكن أن تفيد الباحث والفنان والجمهور أيضاً.
وأضاف: في منتصف الستينيات تم اختياري للمشاركة في مسرحية طفلية تعرض نهاية العام الدراسي، لأحصل على الجائزة الأولى مناصفة مع طالب آخر، بسبب حبي واندفاعي للعمل وإخلاصي في تقديم الدور.. فبكيت على المسرح من شدة تأثري وأبكيت الحضور، ليضمني إلى صدره الثائر على الفرنسيين خير الشهلا ويقول: “ذكرتني بوالدتي التي كانت تحرضني على الانتقام من المتصرف”. ثم نال جائزة أخرى على مسرحية بعنوان” اليتيم” من تأليف وإخراج د.دريد الخواجة، لكنه توقف عن التمثيل بعد تخرجه من الجامعة، بعد خوضه العديد من التجارب، ليتوجه نحو الكتابة المسرحية، فصدر له ثلاث مسرحيات للأطفال” القاضي الصغير، والنقطة السوداء، والفرسان الثلاثة”، ثم تابع بالكتابة للكبار والصغار، ومن أبرز أعماله تأريخ المسرح في مدينة حمص من خلال كتابه “حركة المسرح”، وهو أول كتاب يصدر عن الحركة المسرحية فيها، وقام بتأليف معجم المسرحيات السورية المؤلفة والمعربة من عام 1986-1990.
وأضاف الخواجة: إنه في أولى الثمانينيات كان مشرفاً على فرقة مسرح المركز الثقافي العربي المسرحي، فقدم العديد من الأعمال المسرحية التي تركت أثراً في الحركة المسرحية. يقول: “علمتني التجربة أن أتوخى الاعتدال في الخيال والبطولة والمثالية الأول يناسب سن /6- 8/ سنوات، والثانية تناسب سن /9- 12/ سنة، والثالث تناسب من /12- 14/ سنة”، ويفترض عدم استسهال كتابة النص المسرحي الموجه للأطفال، وقد أثبتت التجربة بأن رجل المسرح أقدر من غيره على كتابة نص مسرحي طفلي جيد. تناول الخواجة عدّة محاور، منها: الإخراج والتقنيات والمساعدات الفنية “الديكور، الملابس، المؤثرات الصوتية، الإضاءة، المكياج”، ثم تحدث عن تجاربه على خشبة المسرح، وطرح سؤالاً.. هل الطفل ناقد؟ فأجاب بنعم، وأشار لإعجابه بآراء الأطفال الذين التقاهم في نهاية العرض المسرحي.
اختتم الدكتور هيثم الخواجة محاضرته بقوله: للمسرح أهداف تربوية لا تجد مناخها الخصب إلا بمراعاة الأسس الفنية بدقة، وبذلك تتحقق التنمية العقلية والوجدانية واللغوية والخلقية للطفل، وتساءل ما حجم خسارتنا إذا أهملنا المسرح ومنه مسرح الطفل؟.