نجح المشاركون في ورشة عمل حملت عنوان “الأسرة السورية.. تحديات وآمال” في تشخيص معاناة الأسرة السورية بدءاً من اعترافهم أن حالها ليس بخير في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها حالياً والضغوط والتغيرات بسبب الحرب وتداعياتها المعيشية والاقتصادية مروراً بتسليط الضوء على جملة المشكلات والتحديات التي تواجهها انتهاءً بمقترحات للوصول إلى أسرة مستقرة وآمنة ومجتمع سوري متماسك.
من أهم التوصيات التي خرجت بها هذه الورشة وجوب أن يكون هناك مدارس للأهل وليس للأبناء فقط، لأهمية دورهم في التربية التي تبدأ من لحظة تقارب الوالدين وقبل الولادة، فكلما كان الوالدان منسجمين كانت التربية صحيحة ومجدية، وهنا ونحن على أبواب المدارس يتضح أكثر ويتعزز حضور الآباء بدعم الأبناء جسدياً ونفسياً للالتحاق بصفوفهم بدافعية وحماس ونشاط وحب لتلقي المزيد من العلم والمعرفة، ولاسيما الأطفال الذين ينخرطون في هذا العالم للمرة الأولى (طلاب الصف الأول)، فما زلنا نرى تردد بعضهم عند بوابة المدرسة، وتخوفهم من ضوابط وسلوكيات يجهلونها تختلف كثيراً عن رياض الأطفال.
الملفت للانتباه أن أغلب الآباء يقعون في حيرة من أمرهم أمام عناد أولادهم وإضرابهم عن الدوام المدرسي، ويلجأ البعض إلى التعنيف والتهديد والضرب أمام الآخرين ورمي صغارهم داخل سور المدرسة، والبعض الآخر يشبعهم تدليلاً بإغراقهم بالهدايا والحلوى وترغيبهم بالمزيد منها.
مواقف تربوية حياتية أسرية يخطئ الآباء في معالجتها تتراكم تأثيراتها السلبية لتنعكس على قدرات الأبناء التعليمية والاجتماعية والنفسية وربما المستقبلية.
“مدارس للأهل”، مقترح جديد وجدير للأخذ به وتفعيله لاستعادة دور الأسرة ومكانتها والنهوض بها نفسياً لبيت آمن ينتج أشخاصاً أسوياء أصحاء.