اختصرتْ عبارة الفيلسوف فيرجل ألدريتش (الجمال يُعرّف بالشعور)، الكثير مما كانت تفكر فيه.. لتزيد قناعتها بأن ذاك الشعور يدفعنا لأن نرى من نحبّ على أنه أجمل الكائنات..
فشعورنا تجاهه يحدّد مقاييس جماله من وجهه نظر “عاطفتنا”..
هل يجعلنا الحبّ نقبل القبح.. نستثيغه.. ونبصر الكامن خلفه..؟
لكن..
ما هو هذا الشيء الكامن خلفه..؟
للجمال مقاييس ظاهرية.. ألا يجوز أن يكون ثمة مقاييس غير منظورة، مخبّأة خلف قشرة الشكل الخارجي..؟
ولهذا.. لغالبيتنا ميزانٌ يقيس ضمنه مجموعة تلك الميّزات أو السمات الظاهرية المخفيّة.. وعلى أساسها نستطيع حسم أمر ما هو الجمال ومن هو الجميل.
لم يكن لديه مقاييس جمال ملحوظة..
النقطة التي جعلتها لزمن تقتنع بحبّها له.
فهي كغالبية الفتيات يلفتها المظهر الخارجي.. الجمال الواضح، ومختلف المعايير التي تعتبر شخصاً مميزاً وصاحب حضور..
لكن تبقى لها نظرتها الخاصة جداً بقبول الآخر قبل الوقوع في حبّه.
مزيج الجمال وعدمه.. أي نقيضه “القبح”، بقي حاضراً في تجربتها تلك..
ولتصل لشيء من توازن دائماً ما ركّزتْ على خليط صفات “الإنسان” الحق.
ذاك النسيج الآدمي من سمات تختبئ خلف الظاهر، هو ما يجذبها.. رائحة الحقيقي والأصيل تُعدّل بالنسبة لها مقاييس “الظاهر”، إن كانت متواضعة.. ولهذا رأته “الأجمل” و”الأنبل”.
لكلّ منّا خلطة سحرية.. مزيج سرّيّ من كيمياء صفات متعددة تتجانس بالرغم من كل تناقضات وجهيها المعلن وغير المعلن.. ويبدو أن الوقوع في الحبّ هو اكتشاف أصل تلك الخلطة ومزيجها السرّي..
وكأننا نلامس عمق الأشياء.. نختبرها في أس وجودها.. وعلى رأي فريدا كاهلو: “يكمن الجمال في القبح، والقبح يكمن في الجمال”، ولتنتهي مقولتها بحكمة “ينبغي لنا قبول كلا الجانبين لنعيش بشكل كامل وحقيقي”.
ما نفعله طوال الوقت.. أننا ندهن ذاك السطح القبيح بالكثير من ألوان الجمال الأخاذة.. نُغرقه حتى لا نكاد نراه.. لعلنا نطمس بذات الوقت، مواطن القبح داخلنا بعيني الآخر، وكأننا نلعب لعبة تبادلية.
لميس علي