هل سمعتم بهذا في أساطير الأولين وفيديوهات الآخرين؟ أن يتم احتساب ركلة جزاء ضد المدرب؟ لم تسمعوا طبعاً لكن اتحادنا للكرة قرر ألا يحرمكم من هذا الحدث العجيب، نعم لقد فعلها لكن ليس على أرض الملعب، بل في الحياة بشكل عام وكل يوم ويتم تنفيذ الركلة من دون كرة بالقدم مباشرة على المدرب.
في التفاصيل التي لن تصدقوها مثلما لم تصدقوا ما ورد في الأعلى رغم أنها صدرت في تعميم لاتحاد الكرة في 12 الشهر الجاري حدث اختراع رخصة تدريبية للمدربين الذين حصلوا على شهادات تخولهم بالعمل كمدربين وقرر الاتحاد أنه خلال 3 أيام فقط يجب على كل مدرب حسب شهادته أن يقوم بدفع مبلغ من المال للحصول على هذه الرخصة التي إذا لم يحصل عليها لا يستطيع أن يدرب، وتبدأ الأسعار من مليون ليرة سورية وتصل إلى 5 ملايين ليرة!.
ليس هذا فحسب هناك ما هو أعظم في القرار، ولكن كبداية نسأل سؤالاً بدهياً نيابة عن مدربينا، وهو أن من يحمل شهادة تدريب فإنما حصل عليها من الاتحاد الآسيوي بعد خضوعه لدورات دولية متقدمة ومكثفة، فآسيا تعطيك شهادة تسمح لك بالتدريب، والتي تعد من أقوى الشهادات التدريبية في كل العالم، كما أنها باهظة التكاليف تضطر المدرب للسفر من أجل الحصول عليها، ثم يأتي الاتحاد السوري ليفرض عليك رخصة تخولك للتدريب، وكأن الرخصة التي أعطتك إياها الفيفا غير كافية!.
قلنا: إن هناك ما هو أعظم ولكننا نخبئه للنهاية من أجل التشويق أما الفقرة التالية في القرار فحددت ساعات عمل إضافية للمدرب إضافة إلى دفع المال!، وتتضمن هذه الساعات ورشات عمل وحضور اجتماعات ومواضيع فنية تطلبها دائرة تعليم وتطوير المدربين ساعتين كل يوم والجلوس مع مدرب يحمل شهادة أعلى ساعة كل يوم!.
متى إذاً يدرب المدرب وهو مثل الولد الصغير يلاحق أستاذه لينهل من بحوره؟ أو تراه يجلس على مقعد الدراسة في محاضرة، أو في اجتماع يجري خلاله تقفداً صارماً أو في ورشة عمل يتعلم فيها خطوط الطول والعرض في الملعب؟.
الآن إلى مفاجأة الاتحاد ومسك الختام فقد نص القرار على أن يغرم كل من يفقد هذه الرخصة بـ500 ألف ليرة للحصول على بدل ضائع! وهنا نسأل بكل سهولة؟ من هو هذا المدرب الذي يضيع رخصة غالية على القلوب كهذه؟ هل قال لكم منجم إن مدرباً سيضيع رخصته فتفتقت أذهانكم عن هذه العقوبة؟ هل إذا وجد الرخصة الضائعة شخص يحتمل أن يسكت عنها ليدرب بها ليفربول أو يبيعها لزيدان؟.
جدير بالذكر أن اتحاد كرة القدم كان خاملاً تدريبياً لمدة أربع سنوات لم يقم خلالها دورات تدريبية للمدربين منذ 2019 لغاية 2024 بلا سبب.