الثورة-رفاه الدروبي:
تلاعب النحات زياد قات بسطح منحوتته متخذاً من المنهج الواقعي التعبيري أسلوباً له، وأعطاها تأثيرات موسيقية متناغمة عدة تساير الخط الشاقولي لها بطريقة أكاديمية تضمنت خطوطاً عربية، مدروسة تبرز علاقه الأرض والتراث، وتدلُّ على تمكن الفنان من أدواته باعتباره من الرعيل المخضرم.
التشكيلي قات أشار إلى أنَّه طوَّع خشب الزان المتميز بقساوته وجودته، لقطعة متوفر لديه، حيث يُمثِّل العمل إحساساً، لم يطلق عليه اسماً لعدم تفسيره ويمكن أن يكون سيفاً للشاعر لكنَّه عبارة عن العلاقة بين المفردات الواقعية، وتدلُّ أنَّ الكلمة أشبه بسلاح، بحيث لا تكون مقروءة بل مجموعة أحرف، ويُعبِّر عنها الشاعر المقاتل بالكلمة. بينما لفت إلى أنَّه لم يقصد منها شيئاً لكن توقيت المعرض في صالة البيت الأزرق ومشاركة الفنانين في أعمال جماعية فرض عليه إنجاز المنحوتة التي تُعبِّر عن جمال وإحساس وبأنَّ هناك حروفاً بكلِّ بساطة.
وبحسب قول التشكيلي فإنَّه عندما نفَّذ العمل عبَّر بأحاسيسه عنه، ولم يحاول أن يكون شاعراً فيلسوفاً وإنَّما دأب على إنجازه بلغه تشكيلية، لتظهر منحوتة، إمَّا أن يحبُّها أو لا يحبُّها، لكنَّه رغب بأن تكون متميزة بأسلوب مقبول فنياً، وتعكس في الوقت نفسه عنصر الدهشة الجمالية، وتحمل في ثناياها تجميل الحياة قدر الإمكان وإعطاء الأحاسيس للمتلقي، فكلُّ مشاهد للمنحوتة يمكن أن يفسرها بما يحلو له.