الثورة – علاء الدين محمد:
حانة تعبت من روادها السكارى،
فكسرت الخوابي
وحطمت الصور العارية،
وجلست تحتسي كأسها وحيدة!
رصاصة طائشة خانتها شعيرة التصويب،
صم أذنيها الأزيز
وقتلها برد الصراع الشاسع!
مجموعة شعرية جديدة للشاعر أكرم صالح الحسين، تحت عنوان “مغلق” الذي أقيم حفل توقيع المجموعة في المركز الثقافي العربي بالمزة بحضور كبير من الكتاب والشعراء والمهتمين، وقدمت عدة قراءات نقدية للمجموعة الشعرية فاخترنا من هذه القراءات ما بدأ به الناقد أحمد علي هلال قراءته، منطلقاً من العنوان الذي يحيل إلى شيء من الإبهام الشفيف، لكنه يحرض أدوات التفكيك والتأويل معاً، فالمعنى سديمي هنا لكنه يتحرر بإطلاق الضمير أنا، وبالإجابة إلى النصوص المتن /٣٢/ نصاً تتبادل رمزية الصوت /أنا/.
وبالتنويع على الإيقاع استجابة لتلون الحالة النفسية السيكلوجية في سياق دلالي، يأخذ بالضرورة إلى قصيدة اللغة الشعرية (الارتباط ما بين الدال والمدلول) فضلاً عن تراسل الحواس، والانتقال من المجرد إلى المحسوس، ومن اللا حي إلى الحي.. ودون أن نتسلح بعتاد هجومي أو دفاعي، للاقتراب من مأدبة هذا المغلق، لأنه المفتوح بشكل أو بآخر، أي القابل للتأويل مرة أخرى.
وبقدر ما تمارس هذه النصوص انفتاحاً دلالياً، بقدر ما تجعلنا نقتحم قصائده بعيداً عن سيريالية أندره بروتون، وانخطافات وعي بودلير، ومجانية سوزان برنار، لأن الشاعر يقود نثره الموقع بكثير من التحوط والفطنة، فيما أرى إلى نصوص أثيرية مشغولة بحرير اللغة، وخيوطها الفضية التي تندغم في قميص المعنى.
وأضاف هلال: إن هذه النصوص مرايا طليقة، ذات استدارات عجيبة الكاتب مكتوب والقصيدة تتأمل ذاتها، والكلمات تتداخل مع طرافة النفس المرهفة، لتكون القصيدة حلماً.
وبرأي أدونيس مثلاً (إن الحلم شكل من الأشكال التي تتيح لنا إعادة التماس مع أسرار الكون أي مع قواه الخلاقة) ولأتجاوز أدونيس هنا فيما نظر له، لأقول: لكنها أسرار الذات، التي تصارع الحياة بالحياة، دون أن تتخفف مما تنطوي عليه من تناقض واحتدام متواصل، وصراع ذي ضراوة فادحة بين الطفولة والذاكرة.. بين الغموض والوضوح.