الملحق الثقافي- هادي دانيال:
أريدُ قادحاً لأكتبَ القصيدةَ المُستعصيهْ
أريد جثّة طريفة وآهةً أعذَبَ من خرير ساقيه
رُكامَ حيّ تلفظ الحياة تَحْتَهُ أنفاسَها هانئةً
فهكذا ألتقِطُ الصورةَ تَحْدونِي جماليّتُها
لا حُبّ يحدوني ولا كراهِيَهْ
ما عاد يستفزّني الدم النافرُ والأشلاءُ والدخانُ واللهبْ
أبحثُ مَثلاً عن غيمةٍ مكتوفة اليدين فوق جثّةٍ تجري بلا رأسٍ وحولها الرصاصُ ينسكبْ
عن قَمَرٍ يحمله الليلُ إلى سريرِهِ
وَخَلفَهُ النجومُ تَنتحِبْ
لأنّ وردةً غزّيّةً تنفضُ عن بَتلاتِها غبارَ رحلةٍ قاسيَةٍ
وتبصق التعبْ
في وجه أمّةٍ تعشقُ ذُلّها
وتكرَهُ الغَضَبْ
وقالَ هذا الشاعرُ الغارقُ حتّى كتفيِّ قلبِه في المَعْصِيَهْ
أبحثُ في شاشة حاسوبٍ تَصُوغ رؤيةً مُؤاتِيهْ
لِعَقْلِ ما بَعْدِ الحداثةِ الطريِّ كالعَجينْ
يَستلهِمُ الدبّابةَ القاضِمَةَ العُشْبَ كسلحفاةْ
يُسَيِّرُ الصُّقورَ تَنْقَضُّ على بُرجِ حَمامٍ في جَنينْ
لِذا عَزَفْتُ عن كتابةٍ تُخادِعُ الحياةْ
تَزْعُمُ أنّ الموت في قَبْضَتِنا
وأنّ في ظُهُورِنا كتائبَ الرِّجالْ
لكنّها المرآة أفْصَحَتْ
بأنّ في أعناقنا تَناسَلَ العِقَالْ
وأنّ كثبانَ الرِّمال تَحْتَنا
غِطاءُ هاويهْ!.
العدد 1204 –10 -9 -2024