عمار النعمة:
لا نذكر _نحن السوريون_ يوماً مضى دون عمل وعطاء، ولا نذكر محطة إلا وكان فيها الإبداع السوري حاضراً .. فمواسم الحصاد تعني أن الزرع باق وسيستمر، وما من أحد أجدر منّا على الزرع والقدرة على فعل الخصب.
من هنا فإن المشهد الثقافي في سورية يحفل بالعديد من النشاطات والملتقيات والمعارض التي تحمل مضامين ثقافية وفنية وجمالية، تساهم في دعم الشباب وتطوّر تقنياتهم، وتوفر لهم الفرصة للاطلاع والاستفادة من تجارب الفنانين الكبار، فنجد ملتقيات للرسم والنحت والفنون في كل مكان…
لاشك أن وزارة الثقافة تساهم في دعم مثل هذه الملتقيات، كما تلعب الجامعات دورًا في تنظيم مثل هذه الملتقيات التي ترافقها ندوات علمية في نفس الإطار..
مؤخراً أقامت مديرية الفنون الجميلة في موقع رأس شمرا الأثري بمحافظة اللاذقية ملتقى أوغاريت للفن التشكيلي، الذي اجتمع فيه الفنانون بحالة حب وجمال ليعبرون عمّا بداخلهم في هذا المكان المفتوح والذي يحمل دلالات تاريخية وجمالية وقد تنوعت أعمالهم لتشكل حالة فنية تشكيلية متناسقة متناغمة، وحالة توثيقية لمكان وتاريخ حضارة أوغاريت _أهم الممالك الأثرية في سورية__ التي قدمت للعالم الأبجدية الأولى واللون والنوتة الموسيقية الأولى.
هذا الحراك الفني المتنوع، وهذا الملتقى الذي سبقه المعرض الفني في ملتقى جبلة الذي أقيم على المسرح الروماني الأثري العام الفائت، بلاشك هو ضرورة نؤكد عليها ونشجعها، فهي من شأنها أن تساهم بشكل كبير في دفع المسار التشكيلي ونشره والتعريف به، فتلك الملتقيات تخاطب المتلقي العادي وتفتح له المجال للتعاطي مع الفنانين، بالإضافة إلى الحالة الجمالية التي يضفيها على المكان المقام به الملتقى، والأهم هو الحفاظ على تراثنا وصونه.. فهو جزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية التي نعتز ونفخر بها.