الإرادة والخطأ

في مقدمة كتابه (فلسفة الإرادة، الإنسان الخطّاء) يذكر بول ريكور: “الاعتراف بالخطأ هو في الوقت نفسه اكتشافٌ للحرية)..

قبل الاعتراف، ثمة فعلٌ نقوم به..

فالاعتراف تسبقه القدرة على الفعل، وقبله يوجد حرية الاختيار، ثم هناك الرغبة أو الإرادة.. وليس عن عبث كان عنوان مؤلف “ريكور” جامعاً لكلمتين “الإرادة والخطأ”.

بعضٌ مما ذكره ثبّت قناعتها برؤية بعض الأخطاء.. جميلةً وبراقة..

تلك التي نرتكبها.. حين نظن أنها عين الصواب..

يبدو أن جماليتها تكمن بأن لها قدرةً غريبة أو سحرية تسلّط الضوء عبرها على “شقوق ذواتنا”.. على تلك “العتمة” التي لا نبصرها في حالاتنا العادية والتي تبتعد عند قيامنا بمغامراتٍ نحسب أن خلاصتها مبهجة، لنكتشف أن سكتها أوصلتنا إلى ما لا يرضينا.

هل تنحصر خانة (الأخطاء) بالوصول إلى ما لا يرضينا؟.

المفاجئ.. أنها تشعر بحالة رضا وبشيء من سكينة وسلام، تجاه آخر اختباراتها الحياتية التي انتهتْ كما لم تتوقع.

لبعض الأخطاء قدرة على التلوّن أو التخفّي.

وكلّما عظمتْ استطاعتها في التخفّي، كلّما أغرقتنا أكثر في متاهة السير داخلها.. صيداً لجاذبية لا ندرك مصدرها.

ما الذي يجذبنا في الانقياد وراء أشياء ظهرت سلبيتها أكثر من إيجابيتها منذ البداية؟.

ربما كان (العِناد) في الانجرار وراء مجهولٍ لم يسبق أن اختبرناه أو عايشناه.. أو (العِناد) بدرجة إيماننا بأنفسنا وثقتنا بها أكثر مما يجب، في أشياء ليست الثقة والإيمان بها أو بنا، مقياساً للاستمرار باختبارها، برهاناً على صوابيتها وبالتالي نجاحها.

ما تفعله في بعض تلك الاختبارات الحياتية، أنها تنحاز بالقَدر المطلوب، عن “ذاتها” أو عن “أناها”، ثم تنظر لمجريات الحكاية أو الموقف من زاوية الآخر.

لا مانع من ذلك.. دون أن يصل الحال إلى إغراق كل ذواتنا فيما يشتهي الآخرون طمساً لرغباتنا وخصوصياتنا.

من جهتها آمنت ألا صوابَ أو خطأ يحكم أفعالنا، ما يحكمها نهاية هو مدى ما تحقّقه من توافقها معنا من كونها تناسبنا أم لا.. فالتجريب أو التجربة هي الحكم فيما نفعله

معيارها هو مدى قدرتها على تحمّل “محاولاتها”..

تحاول في الأمر.. أو في الشيء.. أو بالشخص نفسه أو معه، عدداً غير قليلٍ من المرّات.. وكأنها كلّما زادت عدد المحاولات تقلّل نسبة وقوع الخطأ أو وصولها إلى النتيجة الخطأ..

على طريقتها تطبّق ما قاله آينشتاين: “من لم يرتكب الخطأ هو إنسان لم يحاول أبداً”.

كلّ ما يهمها أن تقلص مساحة “اللاممكن”، وأن تستثمر كل “الممكنات” المتاحة..

وحتى لدى نفاد “المحاولات”، لا ترتدّ عن قناعتها: الأخطاء ضرورية أحياناً، حين تكشف لنا جزءاً من جمال مختفٍ داخلنا.

آخر الأخبار
تعزيز الشراكة لتمكين المرأة السورية.. اجتماع رفيع المستوى بين وزارة الطوارئ وهيئة الأمم المتحدة للمر... مناقشة تعزيز الاستقرار وسيادة القانون بدرعا  "الأوقاف" تعيد "كندي دمشق"إلى المؤسسة العامة للسينما  سوريا و"الإيسيسكو" تبحثان التعاون العلمي وحماية التراث الثقافي في سوريا  الاقتصاد تسمح باستمرار استيراد الجلديات وفق شروط "فسحة أمل" بدرعا ترسم البسمة على وجوه الأطفال المهجرين   عشائر عرب السويداء:  نحن أصحاب الأرض و مكون أساسي في السويداء ولنا الحق بأي قرار يخص المحافظة  المبيدات الزراعية.. مخاطرها محتملة فهل تزول آثارها من الأغذية عند غسلها؟ "العقاري" على خُطا "التجاري" سباق في أسعار السلع مع استمرار تصاعد سعر الصرف "الموازي" النباتات العطرية .. بين متطلبات الازدهار وحاجة التسويق 566 طن حليب إنتاج مبقرة فديو باللاذقية.. والإنتاج بأعلى مستوياته أولمبي كرتنا يواصل تحضيراته بمعسكر خارجي ومواجهات ودية حل فعال للحد من مضاربات الصرافة.. مصرفي : ضبط السوق بتجسير الهوة بين السعرين رسمياً المواس باقٍ مع الشرطة الرئيس الشرع يستقبل البطريرك يازجي .. تأكيد على ترسيخ أواصر المواطنة والتآخي شركات التأمين .. الكفاءة المفقودة  ! سامر العش لـ"الثورة": نحن أمام فرصة تاريخية لتفعيل حقيقي  للقطا... "ممر زنغزور".. وإعادة  رسم الخرائط في القوقاز الإنتاج الزراعي .. مشكلات "بالجملة " تبحث عن حلول  وتدخلات الحكومة خجولة ! أكرم عفيف لـ"الثورة": يحت... قبل خسارة صناعتنا.. كيف نستعيد أسواقنا التصديرية؟