عشرة أطفال يفقدون إحدى ساقيهم أو يديهم أو كلتيهما يومياً.. مع استمرار الحرب في غزة.. وتجرى العديد من عمليات البتر والتدخلات الجراحية من دون تخدير، وفي ظروف صحية مروعة جداً.. في وقت تكتظ بذويهم وبأطفال يحملون جروح الحرب المروعة، مع إصابة نظام الرعاية الصحية في غزة بالشلل بسبب الحرب، والنقص الكبير في الأطباء والممرضات، والإمدادات الطبية مثل التخدير والمضادات الحيوية.
إن الأطفال أكثرعرضة للوفاة بنحو سبع مرات مقارنة بالبالغين، لأنهم أكثر عرضة وحساسية تجاه الغارات والقذائف والصواريخ الإسرائيلية.. والتي لا تتوقف في قطاع غزة عند حدّ، فالضربات تزداد يومياً وخطر المجاعة ونقص الخدمات الطبية والإنسانية بات هو السائد من أي وقت مضى.
ويقدر أن عشرات الآلاف من الأطفال باتوا في عداد المفقودين، منذ بداية الحرب في قطاع غزة، إما لأنهم طُمروا تحت الأنقاض أو أُسروا أو دفنوا في قبور مجهولة، أو فَقدوا الاتصال بأسرهم وأقاربهم.
إن معاناة أطفال غزة لا يمكن تصورها، بل وأكثر من ذلك، فلأطفال الصغار المحاصرون بالانفجارات معرضون بشكل خاص للإصابات الجسيمة التي تغيّر حياتهم.. لديهم رقاب وجذوع ضعيفة، لذلك هناك حاجة إلى قوة أقل للتسبب في إصابة الدماغ، لا تزال جماجمهم غير مكتملة، كما أن عضلاتهم غير المتطورة توفر حماية أقل، لذلك من المرجح أن يؤدي الانفجار إلى تمزيق الأعضاء في بطنهم، حتى عندما لا يكون هناك ضرر واضح.
إن هذه المعاناة وقتل الأطفال وتشويههم مدانة بشكل كبير، وهي انتهاك خطير ضد الأطفال، ويجب محاسبة مرتكبيها، وإن وقف العدوان الإسرائيلي هو وحده الذي سينهي استشهاد ومعاناة الأطفال والمدنيين.. وسيمكن المساعدات الإنسانية، والتي تشتد الحاجة إليها، من الوصول إلى غزة، بما في ذلك الأدوية الحيوية للأطفال الجرحى.
ولا بدّ من المجتمع الدولي الوفاء بمسؤولياته تجاه ما يحصل في فلسطين، ولأطفال قطاع غزة بشكل خاص.. وبموجب القانون الإنساني الدولي منع ارتكاب ووقوع تلك الجرائم الفظيعة.
السابق
التالي