جهود عابرة للتعب.. وقلوب مكسورة الخاطر.. لكنها مجبورة الإرادة والعزيمة بكل ما للكلمة من معنى، حضور رسمي وشعبي وتكافل مجتمعي عالي المستوى، لكننا اعتدنا عليه كسوريين في الملمات والمحن بأشكال شتى.
هي النخوة والشهامة التي جسدها أبناء منطقة مصياف ريفاً ومدينة بأبهى صوره كما بقية المدن والبلدات في المحافظات الأخرى، كيف لا وهي عادات وقيم السوريين على امتداد جغرافية الوطن رغم حجم الفجيعة والألم، فمنذ وقوع العدوان الإسرائيلي الحاقد مؤخراً على مدينة مصياف ومحيطها في كل الاتجاهات، لم يغف جفن لا صغير ولا كبير.. سارع الأغلبية سواء ممن هم في قلب الحدث أو بعيدون عنه قليلاً لتقديم المؤازرة والمساعدة مهما كانت رغم المخاطر التي لا تحمد عقباها، حيث فظاعة المشهد الذي عكس وحشية هذا الكيان ومدى همجيته وهو يواصل التجبر لإشباع ساديته بغريزة القتل والعدوان والإرهاب وارتكاب الجرائم ..
واصل الناس الليل بالنهار ولم تسترح سواعد العمال والفنيين وكوادر المؤسسات العامة بكل مسمياتها واختصاصاتها من هاتف ونقل ومواصلات وصحة ومياه وغيرها، وهي ترمم وجع الطبيعة والبيئة وتعيد لجغرافية المكان صورة التحدي والكبرياء، فالأشجار لا تموت إلا واقفة وإن لفحتها النار وانحنت قليلاً فسرعان ما تعيد قوامها، فما بالك بالنفوس الأبية العصية التي واجهت كل أشكال الموت وتحدت أقسى الظروف في سنوات الظلم والعدوان ..إنهم أبناء سورية المخلصون الأوفياء وما أكثرههم على امتداد التراب المقدس.
السابق
التالي