الثورة – عبير علي:
تستضيف صالة المركز الثقافي بأبي رمانة معرضاً للفنون الورقية بعنوان “تفاصيل.. حكاية حلبية” للفنانين عبد الرحمن عاشور وغنوة حوري، اللذين أحبا الحياة بكل ما فيها من تفاصيل، وماذا لو كانت هذه التفاصيل مرتبطة بحكايا قديمة لمدينتهما الشهباء، إذ عشقا كل ما ارتبط بها، واتخذا من الورق الذي استخدمه الأدباء والشعراء، ممن كتبوا وتغزلوا بحلب وطبيعتها ليجسدا تلك الحكايا بطريقتهما وأسلوبهما الفريد.
فهما يمتلكان موهبةً فريدةً في عالم تشكيل الورق، يستعيدان بها الزمنَ ويدمجان الواقع مع خيالهما الخصب، ليحولا كل مادة من خامة الورق تقع بين أيديهما، إلى فن جميل بلغتهما الخاصة، إنه فنُّ “الكُويلنج”، ومع كلِّ قصاصة ورقيٍّة ملوَّنة، ومع كلِّ لفة شريط ورقي، يخلقان إبداعاً جديداً وسحراً متألقاً، إذ جسدا أحلامهما على أرض الواقع بكل حب وشغف.وفي تصريح لصحيفة الثورة اعتبر فنانا حلب الشهباء “عبد وغنوة” أن معرضهما الأول في دمشق جاء كخطوة داعمة وضرورية لهما في مسيرتهما نحو العالمية.
وأن هناك نظرة جديدة تمزج بين الحكايات القديمة وتقنيات الفن الحديث ستأخذ زوار المعرض غداً في رحلة بصرية من قلب حلب إلى العالم لتروي لنا تلك الحكايات الحلبية بدفئها وحميميتها.
فمع كل قطعة من أعمالهما الفنية الورقية، والتي شكلاها- إن كان بلفها أو طيّها وإلصاقها على سطح لوحة- تحكي قصة معينة أو شخصية تاريخية محددة لها وقعها وأثرها.
كتيبات ومخطوطات معتقة وصناديق بأشكال وأحجام وقياسات مختلفة ازدانت بالقطع الحجرية الألماسية والتي لها علاقة بإكسسوارات أهل حلب وهدايا وقطع تذكارية وورود صنعت بكل حب معاد تدويرها بشكل ورقي لتدوم وتدوم، فهما ربطا كل ذلك مع روائح تربطنا كسوريين بموروثات حلب القديمة وروائحها العطرة.