الثورة – آنا عزيز الخضر:
أجواء لطيفة محببة، مزدحمة بالألوان الجميلة تدعم مشاهد متميزة، تسر ناظر ذلك الطفل، الذي تابعها بحب وشغف، ليتعرف على الجمال من أكثر من منظور، الجمال الشكلي من جهة، وجمال القيم وحب المسؤولية والخير للآخر من جهة ثانية، إتها المعادلة الفنية الدرامية التي حملها العرض المسرحي، الذي اتجه للطفل، (الغابة) تأليف وإخراج لميس محمد بمشاركة 16طفلاً وطفلة، وذلك على خشبة مسرح الحمراء في دمشق.
دارت المسرحية حول حكاية غابة يسود فيها السلام والمحبة بوجود دب وذئب يقومان بحراستها، وحمايتها.. يموت الذئب من جراء هجوم غرباء عليهم، فيصبح النمر الصغير بديلاً، ليقوم بنفس مهمة الذئب، من هنا يحاول الثعلب صديقه الأذى بإلهائه، والعبث بالأمن، ويقوم بأعمال شغب. تقلق كل ما في الغابة،
و بعد أن قام بتلويث المياه التي أودت إلى مرض جميع الحيوانات، يتم طرد الثعلب ونفيه من الغابة.
و يعرف النمر حقيقة ما حصل، ويدرك خبث بعض الأصدقاء وزيفهم، ويتعلم حقائق كثيرة من تجريته، ويدرك أن الأكبر سناً هو دوما أكثر حكمة.
وقد حملت المسرحية توجيهاً خاصاً للأطفال نحو الطبيعة، ولفت نظرهم إلى جمالها وخصوصيتها بفطرتها وكائناتها، وكل ما فيها بعيداً عن المتغيرات والتكنولوجيا، كل ذلك كان بأسلوب حكائي جميل ومشوق، بمساعدة عناصر مسرحية من ديكور وإضاءة وألوان مبهجه، كلها لفتت نظر الأطفال وساهمت بإبصال أفكار العرض ببساطة وسلالة، فأطلعت الأطفال على الكثير من المغاهيم ووجهتهم إلى جماليات القيم الإيجابية وبشاعة القيم السلبية وحب الأذية للأخرين.. فأظهرت أنه لايوجد أجمل من المحبة وإعلاء قيم الخير .