الثورة – بشرى سليمان:
لم يعد باص النقل الداخلي ملاذاً يُخلِّص المواطن من الازدحام الخانق فحسب، بل أصبح وسيلةً من وسائل الدعاية والإعلان، بما يحمله من رسوم منتقاة وألوان جاذبة تلفتُ الانتباه، وتعطي معلومة في بعض الأحيان، كما حصل عندما اعتمدتهُ وزارة التربية بالتعاون مع منظمة “اليونيسف” في حملتها لإلحاق الأطفال المتسربين من المدرسة الفئة “ب” ودمجهم في الصفوف تحت عنوان (قوتي في تعليمي).
إلا أن هذه الوسيلة الجميلة المحببة للمواطن والمراعية لما في جيبه باتت ضحيةً له، ولممارساته اللاواعية بدءاً من التدخين في الباص من دون مراعاة الآخر، أو كتابة تواريخ وذكريات وأسماء على المقاعد، أو خلع القبضة البلاستيكية التي هي عامل أمان ضد السقوط أثناء سير الباص وغيرها الكثير.
ولعل الأمر لا يقتصر على تصرفات هذا المواطن غير المقبولة، فهناك عتب أيضاً على شركة النقل الداخلي المشرفة على هذه الحافلات، إذ إن الغبار والأوساخ المتراكمة لسنوات على الوجه الخلفي للمقاعد ذات اللون الأزرق والأصفر حوَّلها إلى زرقاء مائلة للرمادي، مجرد لمسها يثير الاشمئزاز، فما المانع من تنظيف الحافلة من الداخل كل شهر مرة، أو خلال الصيانة الدورية لها، كي تحافظ على ألوانها الجميلة، إنه مطلب ضروري لما تشكله هذه الباصات من حاجة ملحّة لنا كمواطنين، وفي الوقت نفسه، مظهر جمالي تحتاجه عين المرء.