الثورة- عمار النعمة:
تحتفل جماهير شعبنا بذكرى حرب تشرين التحريرية وهي تستذكر بكثير من الفخر والاعتزاز الملاحم البطولية التي سطرها جيشنا العربي السوري في معركة الكرامة والتحرير والتي شكلت منعطفًا تاريخيًا في الصراع العربي الإسرائيلي.
تمر الذكرى وسورية تعيش أزمة مثلت تلك الحرب فيها أحد أهم وأبرز الأهداف التي سعى المتآمرون لطي وهجها وعظمتها فاستهدف أصحاب المخطط التآمري سورية بكل مكوناتها التاريخية والجغرافية والسياسية والاجتماعية والثقافية والحضارية، وعملوا على تخريب أسسها ومقوماتها وحوادثها ووقائعها ومنها حرب تشرين باعتبارها كانت المحطة والمعركة التي استعادت إحياء مجد العروبة والعرب .
لاشك أن ذكرى تشرين مازالت تنطق بها ذاكرة التاريخ، ومازالت عنوان صفحات المجد تُعلم أبناءها كيف تتهجى حروف المقاومة والكرامة والصمود في الدفاع عن الأرض والإنسان في سبيل الحفاظ على سيادة الوطن، ووحدة الجندي السوري أثبت للعالم أن التراب السوري سيبقى طاهراً لن يدنسه إرهابي ولا عدو ولا محتل.. فحماة الديار كتبوا تاريخ أمتنا بمداد من الدم وبحروف من النور لما وحققنا الانتصار على عدو لا يعرف سوى القتل والتدمير وارتكاب المجازر والجرائم.
حرب تشرين ليست يوماً عادياً، بل نضيف إلى ذاكرته ذواكر أخرى، فهو نبض حياتنا وعزتنا وكرامتنا، يوم عظيم سطره رجال الجيش العربي السوري وهو مستمر في وقت ترتفع فيه الدعوات المعادية من قوى الشر والصهيونية لسورية وتزداد الحملة شراسة لتدمير وتخريب ما عجزت عنه أيادي التخريب خلال فترة الحرب الظالمة على سورية.
تشرين باقٍ فينا، تشرين وبطولات تشرين نراها اليوم على ثرى وطننا، وهنا نستذكر ماقاله الشاعر الراحل سليمان العيسى:
تشرين مازال في الميدان يا وطني
بين المحيطين فاسحق غيمة الشلل
وانزل هنا مرة أخرى على بردى
وبالشهيد بعطر الوحدة اكتحل
يا عاصر الصخر في الجولان هل حصرت
ضريبة الدم في رشاشك الثمل
ولأن تشرين حكاية مجد صنعها الأبطال، فأطفال تشرين أيضاً هم الذين يبنون الوطن ليبقى الوطن عزيزاً كريماً، يقول الشاعر سليمان العيسى:
أطفال تشرين.. يا وعداً أخبئه
للمعجزات لعرس العرس للقبل
يا قطرة الشرف الباقي بجبهتنا
لن تركعي أنت يا أنشودة الأزل
ستبقى حرب تشرين التحريرية شوكة في أعين إسرائيل وداعميها، سيبقى النضال مستمراً، وسيبقى السوريون على العهد، أوفياء محبين لوطنهم، أصحاب الكلمة والعزة والشرف، وكل تشرين والنصر حليف سورية.