هل تعرف منطقة العبقرية في دماغك ..؟

الثورة – يمن سليمان عباس:
أين تقع نقطة العبقرية أو الإبداع في دماغك هل هي بمكان محدد أم في كامل خلفياته ومكوناته..
أسئلة كثيرة يطرحها العالم بدءاً من علم النفس إلى الطب والعلوم المختصة في تتبع تطور حالات العبقرية.
يبدو أن بعض العلماء قد استطاعوا أن يصلوا إلى تحديد بعض الملامح، وهذا ما قاله كتاب “منطقة العبقرية عملية ثورية للتخلص من التفكير السلبي والتصرف بإبداع حقيقي” لـ جاي هندريكس.. الأمر هنا ليس مجرد نصائح تقليدية أو طُرُق مختصرة للنجاح، بل هو تحذير صادم، عقلك هو الذي يعوقك عن الوصول إلى الإبداع والحياة الحقيقية التي تستحقها.
وحسب الدراسات فإن هندريكس يتحدث عن “منطقة العبقرية”، وهي مساحة ذهنية وعاطفية نكون فيها في أعلى درجات الإبداع والقدرة، لكن الأمر ليس مجرد القيام بعمل جيد، بل أن تعيش في تدفق مستمر، حيث كل شيء يسير بشكل طبيعي دون مجهود، وتشعر بأنك متوافق تماماً مع ما تفعله. وهنا يأتي دور الحقيقة المُرة: معظمنا يعيش خارج هذه المنطقة.
ويقسم هندريكس الحياة إلى ثلاث مناطق: منطقة الكفاءة، ومنطقة التميز، ومنطقة العبقرية. الغالبية منا يقضون حياتهم في منطقة الكفاءة، حيث نفعل الأشياء لأننا قادرون عليها، لكنها لا تثير فينا أي شغف.
منطقة التميز تبدو أفضل بقليل، فهي حيث نكون ناجحين ونعرف كيف نحصل على التقدير والجوائز، ولكن هناك خدعة: حتى هذه المنطقة ليست كافية، إنها منطقة مريحة، لكنها لا تقودك إلى السعادة الحقيقية أو الشعور بالامتلاء، هذا لأنك في النهاية لا تلامس قدراتك الكاملة ولاتقترب من منطقة العبقرية.
وهنا تأتي المفاجأة.. منطقة العبقرية ليست مجرد مساحة للإبداع، بل هي المكان الذي تعيش فيه بلا مجهود، بلا ضغط، وبلا شعور بأن الحياة معركة مستمرة، ما الذي يمنعنا من الوصول إلى هذه المنطقة؟ ببساطة، التفكير السلبي، نحن عالقون في عادات ذهنية تبرمجنا على القبول بالأقل، لأن الخوف والشك يتسللان إلى عقلنا ويمنعاننا من التقدم. لكن كيف يمكن أن نكسر هذه الدائرة؟
الدراسة ليست مجرد نظريات عائمة، هندريكس يقدم خطوات عملية، واضحة، وقابلة للتنفيذ.
يبدأ الأمر بالتعرف على تلك الأفكار السلبية التي تُشَكِّل جزءاً من حياتك اليومية دون أن تلاحظها، بمجرد أن تبدأ في ملاحظة هذه الأفكار، تكون قد قطعت نصف الطريق. الفكرة ليست في تجاهلها أو محاولة التخلص منها بالقوة، بل في تحويلها إلى طاقة إبداعية، يمكنك إعادة تدريب عقلك على استخدام كل تلك الأفكار السلبية كإشارات تدفعك إلى منطقة العبقرية بدلاً من أن تكون معوقات.
لكن هنا يكمن التحدي الحقيقي، عندما تبدأ في البقاء في منطقة العبقرية، ستشعر بعدم الارتياح، لماذا؟ لأنك اعتدت على الحياة الصعبة والمجهدة، النجاح والإبداع بسهولة قد يجعلانك تشعر بأن هناك خطأ ما. ولكن هذا الشعور ليس إلا عملية تكييف عقلك مع حياة جديدة، حياة تكون فيها المتعة والإبداع هما القاعدة وليست الاستثناء.
أحد المفاتيح المهمة التي يطرحها هندريكس هو مفهوم “وقت آينشتاين”. الفكرة هنا ليست في السيطرة على الوقت، بل في تغيير علاقتك به، عندما تكون في منطقة العبقرية، يصبح الوقت مرناً، كل شيء يبدو وكأنه يحدث في وقته المناسب، المهام التي كانت تبدو كأنها عبء تصبح سهلة، وتشعر بأن لديك متسعاً من الوقت للقيام بكل شيء، دون الشعور بأنك محاصر بضغط الوقت.
وأهم ما توضحه الدراسة هو أن المشكلة ليست فيك، لست بحاجة إلى تغيير جوهرك أو أن تصبح شخصاً آخر، كل ما عليك فعله هو تعديل طريقة تفكيرك، الأفكار التي تخبرك بأنك لست جيداً بما فيه الكفاية، أو أنك لا تستحق النجاح، أو أن الإبداع ليس ملكاُ لك، كلها مجرد أوهام، وعندما تدرك ذلك، يتحول كل شيء.
مع نهاية منطقة العبقرية، تجد نفسك قد قمت بتغيير داخلي دون أن تدرك ذلك، لقد أصبحت تعيش الحياة بطريقتك الخاصة، لم تعد تلك الأفكار السلبية تتحكم فيك.
ترى هل هذه الدراسات مجرد تنظير أم إنها فعلا واقعية.. حتى الآن لم تثبت صحتها ولا خطأها ولابد من زمن طويل حتى نصل إلى نتائج حقيقية ملموسة على أرض الواقع.
وربما تظهر دراسات أخرى تثبتها أو تقدم إضافات جديدة لها أو تلغيها تماماً.

آخر الأخبار
الرئيس الشرع إلى البرازيل.. فهم عميق للعبة التوازنات والتحالفات      هل يشهد سوق دمشق للأوراق المالية تحولاً جذرياً؟  لحظة تاريخية لإعادة بناء الوطن  وزير الاقتصاد يبحث مع نظيره العماني تعزيز التعاون المستشار الألماني يدعو لإعادة اللاجئين السوريين.. تحول في الخطاب أم مناورة انتخابية؟ صناعة النسيج تواجه الانكماش.. ارتفاع التكاليف والمصري منافس على الأرض القهوة وراء كل خبر.. لماذا يعتمد الصحفيون على الكافيين؟ إعادة التغذية الكهربائية لمحطة باب النيرب بحلب منظمة "يداً بيد" تدعم مستشفى إزرع بمستلزمات طبية إعادة الإعمار والرقابة وجهان لضرورة واحدة حملة لإزالة الإشغالات في أسواق الحميدية ومدحت باشا والبزورية محافظ درعا يبحث مع السفير الإيطالي الاحتياجات الخدمية والتنموية من الدمار إلى الإعمار... القابون يستعيد نبضه بالشراكة والحوار الموارد البشرية المؤهلة … مفتاح التغيير المؤسسي وإعادة البناء بدء مشروع تخطيط طريق حلب – غازي عنتاب كيف فرضت "البالة" نفسها على جيوب الحلبيين؟ سوريا تؤكد أمام اليونسكو التزامها بالتحديث التربوي الأمم المتحدة: بدء مرحلة ميدانية جديدة في سوريا للبحث عن المفقودين بعد سقوط النظام انتهاكات إسرائيلية ضد المدنيين وعمليات توغل هستيرية الشهر المنصرم صدام الحمود: زيارة الشرع لواشنطن تعيد سوريا إلى واجهة الاهتمام الدولي