الثورة – دمشق – عمار النعمة ورفاه الدروبي:
افتتحت وزيرة الثقافة الدكتورة ديالا بركات معرض الكتاب السوري الثالث في رحاب مكتبة الأسد الوطنية تحت عنوان: “نقرأ… لنرتقي” بحضور حشد من المثقفين والإعلاميين وبمشاركة 40 دار نشر عامة وخاصة، قدمت ما يقارب 10 آلاف عنوان جديد.
تعزيز الفكر
الدكتورة بركات اعتبرت أنَّ المعرض تظاهرة فكرية وثقافية مهمة جداً، ويُنظَّم ضمن خطة عمل الوزارة لتعزيز الفكر والهوية الوطنية والانتماء لسورية، كونه أحد الخطوات نحو تعزيز دور القراءة بتثقيف الفرد رغم ما يحيط به من مشاهد صعبة تبقى الكلمة والثقافة والقراءة نوراً يضيء على الأوساط كلِّها، لافتةً إلى أن الموضوعات تتنوع ما بين ثقافية وعلمية وتعليمية،
وهناك دور نشر خاصة بالأطفال والراشدين، ويوجد عناوين مهمة لكتَّاب سوريين وعرب، كما عرضت دور النشر مطبوعاتها من عام ٢٠٠٠ وحتى العام الحالي بهدف تعزيز العناوين والأسماء الجديدة ليبقى القارئ على اطلاع على كلِّ المستجدات الثقافية والفكرية والأدبية والعلوم.
وبيَّنت أنَّ المعرض يضمُّ ٨٧٥٩ عنواناً، ويعتبر رقماً كبيراً ذا أهمية لربط المثقفين والقارئين بدور النشر وتواصل وتلاق ضمن الفعاليات، ويرافق المعرض ندوات وعروض لسبعة أفلام سينمائية، وندوة للترجمة تنظمها الهيئة السورية العامة للكتاب، وترافقه أمسيتان غنائيتان ومحاضرة لرئيس اتحاد الكتَّاب العرب السوريين، منوِّهةً بأنَّ دور المعرض ليس لتصويب وعرض الكتب؛ وإنَّما لتشجيع الثقافة ودور النشر لغاية سامية.
وعن أهمية المشاركات أوضحت الدكتورة بركات أنَّ الموضوع مهم جداً لأنَّنا نحكي عن جيل جديد، ونحاول تأسيسه بطريقة صحيحة وانتماء وطني، وخاصة تعريب المصطلحات بالنسبة للأطفال والراشدين، إضافة إلى الوسائل التعليمية
والقراءة، بالتعاون مع جهات مشاركة تشمل دور النشر واتحاد الكتَّاب العرب، والهيئة العامة للكتاب، منوِّهةً بأنَّ مكتبة الأسد الوطنية تُعتبر صرحاً حضارياً تستضيف بشكل سنوي المعرض ويتم العمل للمحافظة على استمرارية التظاهرة الفكرية والحضارية لتكون عادة يومية من عادات ثقافة الحياة.
لبنة أساسية للثقافة
المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب الدكتور نايف الياسين بيَّن أهميَّة المحافظة على تنظيم معرض الكتاب لأنَّه تقليد سنوي كانت تشارك فيه دور نشر عربية وعالمية، ورغم كلِّ الظروف الراهنة لا يزال الكتاب اللبنة الأساسية فيما يتعلق بالثقافة، وهناك أسر تفد للتعرف إلى أحدث إصدارات دور النشر المحلية، ولاسيما كتب الأطفال، وتشارك الهيئة دائماً فيها بعدد كبير ومتنوع من أعمال تحظى بالاهتمام من حيث الجودة الفنية، والمحتوى التربوي والقيمي، وتشارك الهيئة بنحو ١٥٠٠ عنوان وعدد كبير من الكتب، ولا يزال الكتاب يُدرج بجودة عالية رغم كل الصعاب التقنية، إضافة إلى دور النشر السورية الأخرى، وإنّ الطقس السنوي الخريفي يجمع الأسر
للاطلاع على أحدث ما أنتجته دور النشر المحلية؛ ولا تركِّز الهيئة على عناوين دور دون غيرها بل توجد عناوين متنوعة، وتنشر الكتب المختلفة، والنسبة الأكبر منها اختيرت بعناية فائقة. ومن الملاحظ الإقبال الكبير على منشورات الهيئة طوال العام، ولا تقتصر على معرض مكتبة الأسد، كونه يعتبر فرصة وطنية لما تنتجه الهيئة ودور النشر السورية الأخرى.
الاهتمام بالقراءة
كما أكَّد رئيس اتحاد الكتَّاب العرب السوريين الدكتور محمد الحوراني أنَّ المعرض يعود بعد فترة من الانقطاع سواء أكان لدور النشر العربية أم السورية، وكان له أسبابه الموضوعية، وتتجلى في الحالة الاقتصادية الضاغطة على المواطن السوري، ولم يعد للكتاب الأولويّة لكن كان لا بدَّ من طباعته وإعادة بريقه وألقه وتنظيم معرض حتى لو كان على مستوى محلي، والحالة يمكن أن تعطي مؤشراً عن مدى أهميَّة الفرد السوري واهتمامه بالقراءة، ويمكن للمؤسسات وخاصة الرسمية أيضاً ومنها الهيئة العامة للكتاب، اتحاد الكتاب، الموسوعة وغيرها من المؤسسات المعنية بالطباعة أن تقدِّم كتاباً بسعر تشجيعي شبه مجاني. إنَّها مسؤولية مهمة للغاية من قبل المؤسسات السورية، وهناك عدد من دور النشر تقدِّم اليوم بسعر بسيط، ويمكن للقارئ اختيار الكتاب. فالاتحاد دائم المشاركة بالكتب الجديدة الصادرة منذ خمسة أعوام تقريباً أو القديمة، ويمكن توزيعها بشكل شبه مجاني وخاصة لطلاب
الجامعات والمهتمين.
القراءة أساس لبناء المجتمع
ولفت رئيس اتحاد الناشرين هيثم حافظ إلى أنَّ المعرض يعيش حالة فرح بالكتاب رغم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والحروب، ويبقى الكتاب يتطلع إلى الحاضر والمستقبل فالقراءة تعتبر العصب الرئيس والأساس لبناء المجتمع، لذلك اتجهت الأنظار رغم الظرف الصعب إلى أهمية المعرض، وستشارك القراءة الأسر السورية نفس الانطباع، ويكون المعرض بوَّابة دخول نحو المستقبل لعودة سورية نحو القراءة والثقافة، لأنَّها بلد الحضارات ولا يمكن أن تكون إلا من خلال القراءة، فالثقافة تبرز القاعدة الجماهيرية والأساسية لفكرنا وكتاباتنا وكتّابنا واتحاد الناشرين المحرِّك الرئيس والأساس لتنظيم أي معرض في القطر لأنَّ دور النشر الداعم لها واتحاد الناشرين المظلة لهم. ونحاول تأسيس معارض
دائمة متخصصة لتنمية المعرفة والثقافة إن كان في معرض الكتاب أو في مكتبة الأسد الوطنية.. هناك مشاركة عربية عبر دور النشر السورية سمح بدخول منشوراتها العام الحالي.
تشجيع حركة النشر
بدوره مدير العام لمكتبة الأسد الوطنية فادي غانم نوَّه بأن المعرض يُشكِّل حركة تحدٍّ في ظل الظروف الإقليمية المحيطة بعد توقفه العام الماضي لأسباب خارجة عن الإرادة، ووضعت فكرته وأهدافه وشعاره “نقرأ.. لنرتقي”، ومنها مطروح على عدة مجالات أهمها تعزيز الهوية والانتماء للفرد السوري، وفرصة لدور النشر المحلية للمشاركة فيه، وتشجيع لحركة النشر والكتاب السوري، إضافة إلى القارئ والفرد من محبي القراءة للاطلاع على كل جديد صادر، وأضاف: يسمح لدور النشر بعرض العناوين الأقدم في المعرض بحيث يكون عدد الكتب المشاركة أكبر بالاتفاق معهم لتتيح لهم إجراء حسومات تشجيعاً لحركة الشراء، وكان حضور الفعاليات الثقافية كالأفلام والحفلات الموسيقية مجانية وعدد المشاركين ٤١ جناحاً.. خصص منها ١٢ جناحاً للأطفال، وتسع أجنحة للقطاع العام، والباقي لدور نشر أهلية بعناوين متنوعة بلغت ١٠
آلاف عنوان العام الحالي، بينما ضمَّ منشورات ذات قيمة منها الروايات والكتب العلمية والموسوعة العربية والمعهد العالي للتكنولوجيا، وجامعة دمشق، ومجلة الأدب العربي.
تصوير- نبيل نجم