بعد مضي سنوات غير قليلة على تجربة المكاتب الصحفية في المؤسسات والوزارات والتي أحدثت لتكون جسور تواصل واتصال ما بين هذه الجهات والجمهور الخارجي وخاصة المؤسسات الإعلامية….. هناك مايستحق الإشارة إليه من حيث الطرق التي تتعامل بها هذه المكاتب مع الإعلاميين، وآليات تقديم المعلومات، والاستهانة أو التطنيش للكثير من الطلبات التي يتقدم بها الإعلامي لاستكمال مادته الإعلامية أياً كان نوعها… وأسلوب الترويج للجهات التي تتبع لها هذه المكاتب.
لعل السنوات التي مضت لم تطور العمل الإعلامي لهذه المكاتب كما أنها لم تخلق أي تأثير لتطوير مؤسساتها وتحسين أدائها.. إضافة إلى أن أغلبها لم يحقق الهدف بالقضاء على البيروقراطية في تقديم المعلومات، ولم تكن تفاعلية إلا بما تريد نشره أو الترويج له.
إن جسور التواصل هذه … يمكن وصف أغلبها على أنها أبواب حراسة مغلقة أمام الكثير من التساؤلات والمواضيع التي يحتاجها الإعلاميون .. وهي بالوقت ذاته الصدر الرحب في كل ما يتعلق بالأنشطة الإيجابية وجولات المديرين والمعنيين ونقل أخبارهم.
ليس المهم التقليل من شأن هذه المكاتب، وإنما العمل على تطوير أدائها وتعاملها مع حقيقة المطالب الإعلامية ووضع معايير للعاملين بها، أقلها الحصول على إجازة في الإعلام، ووضعهم بصورة أن الإعلامي شريك وطني في البناء وليس معقب معاملات يترك طلبه لدى هذه المكاتب ومن بعدها ينام هذا الطلب لأسابيع أو يذهب مع الريح.
اليوم نحن أمام استحقاقات جديدة في العمل الإعلامي ومن الضروري إعادة النظر في النهج والأسلوب الذي تعمل به المكاتب الإعلامية وخاصة موضوع الحيادية والبعد عن الشخصنة في التعامل مع جمهور الإعلام.

التالي