مازال أهم ملاذ فكري يمكننا الاحتماء به حتى في أحلك الأوقات وأقساها، فلولا الكتاب ومعارضه لما تمكن من تحقيق أي تواجد وانتشار على المستوى المحلي أو العربي ،وبالتالي توفير منصّات تعيد الكتاب للواجهة ولو عبر بضعة أيام ولكن تراكمها وتوقيت المعارض الذي يبدأ من بداية الخريف حيث تتالى المعارض العربية، يعطينا حالة زخم ثقافية مهمة.
اليوم نعيش أولى معارض الكتاب مع معرض الكتاب السوري الثالث لعام 2024 بعنوان :”نقرأ لنرتقي” ويحتضن المعرض ما يقارب 10 آلاف عنوان جديد في مختلف المجالات وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
لا يكتفي معرضنا بعرض كتبه حيث تتسابق تلك الأركان المنتشرة في المكتبة في كلّ مكان بعرض مختلف المصنفات الفلسفية والفكرية في شتى صنوف الإبداع، بل يتحول من مجرد حالة ترويجية للكتاب إلى ورش فكرية من خلال تلك الندوات التي تعقد بين ردهاته كما يفعل معرض مكتبة الأسد.
أينما اتجهت في المعرض تعيش مع حالة ثقافية بدءاً من تلك الرفوف المتراصة إلى تلك الندوات فهناك حفلات لتوقيع الكتب وعروض سينمائية كلّها فعاليات تعنى بتنوير حقيقي فكلّ من يتعاطى مع الكتب ذات الرؤى الإبداعية يعبر بنا نحو إحالات فكرية لا تنحصر بين تفاعل الكاتب والقارئ، بل الأجواء التي تخلقها المعارض تعطينا فرصة لا تعوض كي نكتسب المعرفة ونتبادل الأفكار بين الكتّاب والقراء والناشرين، ما يحفز على إنتاج حوار فكري ويروج لصناعة النشر.
ومن أحوج من صناعة النشر كي تلهم معارض الكتب ونقاشاتها وندواتها على حراك يجعلها تحقق قفزات ضرورية في عالم رقمي يروج لعوالم تكنولوجية كلّ ما فيها يبعدنا عن تصفح الكتاب وإقامة علاقة دائمة معه مهما عانت من شدّ وجذب تبقى من أهم وأقوى العلاقات المعرفية التي تنقلنا إلى حالات ذهنية تعيننا على التطور والبناء وعلى مانحتاجه ،ونحن نتلظى بين نيران التسطيح والتجهيل.
السابق
التالي