د. جورج جبور:
انتصرت على موقفي من اقتناء الكتب “مؤسسة وثيقة وطن”، من يستطيع أن يقاوم إغراء كتاب وثائقي صدر بمناسبة مائة عام على معركة ميسلون ، باذخ الإخراج، وثمنه 12000 ليرة، بوركت المؤسسة بما رأيت أنها فعلت في هذه الحالة، هي المؤسسة التي تلقيت منها اتصالاً هاتفياً ذات يوم قالت به أنها ستزور مكتبي وقد تحاول الإفادة من بعض ممتلكاتي.
دار المعرفة.. جلوسي الثاني في جولة الخميس كان في دار المعرفة، عرفني بالمهندس صبحي طه، رحمة الله عليه، الصديق أ ريمون ، مسؤول البيع في المكتبة العمومية، أين أنت الآن يا مكتبة متميزة تنويرية؟ قلت لريمون، انشر على نفقتي، لكن من الأفضل أن يكون على الكتاب اسم دار نشر، من هي الدار التي ترضى أن أضع اسمها على كتاب يسافر إلى المعارض باسمها؟ قال المهندس صبحي طه وله دار المعرفة.
زرته في مكان ضيق مزدحم بالكتب والنشاط والأفكار، وظل يزدهر، وخرج بابتكار “مصحف التجويد”، ثم تخصص به، ثم صار اسمه عالمياً، استقر في مصر، زار دمشق مشتاقاً إليها، حدثني في سكني المتواضع يحيط به صديقان مشتركان: الشيخ فرحات الكسم والمهندس يوسف قصيباتي، حدثني عن مشاريعه بحماسة الشاب الذي زرته في مكتبه المتواضع قبل أربعة عقود.
ثم ماذا أقول؟ شاء القدر ألا أتعرف إلى أبنائه إلا في مناسبة تقديم التعازي به في صالة الحسن، شاهدت نشاطه اليوم الخميس متجسداً في حفيدته، كنت أتبادل الحديث معها مستمتعاً ومستفيداً حين اضطررت إلى مغادرة جلسة حلوة، أرجو ان ابتدئ جولتي الثانية في المعرض متابعاً الحديث مع مسؤولي جناح دار المعرفة.