بناء العلاقات الإيجابية.. لتعزيز الوعي الاجتماعي

الثورة _ حسين صقر:
هناك مقومات وعوامل كثيرة تجدها داخل كل مجتمع، كالثقافة والقيم والمبادئ التي تبني هويته وتشكل وعيه ومعرفته بما ينعكس بشكل إيجابي على علاقات أفراده بين بعضهم البعض، حيث العلاقات الإيجابية الأوسع، تعد خطوة مهمة لتعميق وتعزيز الوحدة الوطنية، بعيداً عن المجاملات والمحاباة التي تأتي في غير مكانها.
الناس بطبيعتهم يميلون إلى التفرد من أجل التميز، وهو ما يخلق لديهم حالة من الأنانية والرغبة في التسلق على حساب بعضهم، والترويج بأنهم أذكى أو أفضل ممن حولهم، وهذا بحد ذاته يخلق تعقيدات تؤدي إلى مشكلات وانعدام في الثقة بين الأفراد، ما يؤثر على الدائرة الأوسع وهي المجتمع.
ومن ذلك المنطلق فإن المبادئ والقيم والأخلاق هي الإطار الناظم للحث على تغيير السلوك ضمن إطار الوعي الاجتماعي، والذي يشمل الوعي والتنظيم الذاتيين، والاهتمام بالآخرين ومشاعرهم وعواطفهم ومعرفة ما يسرهم وما يضرهم، ناهيك عن إدارة العلاقات فيما بينهم، وذلك حتى يصبح التعاون أكثر طواعية، وذلك في إطار القيم والمعايير السلوكية التي توجه سلوكنا، وتساهم في تطوير القواعد والمعايير والأعراف الاجتماعية التي قد يتغير ظاهرها مع مرور الوقت دون أن تفقد جوهرها ومحتواها.
سموم دخيلة
وبالتالي فالأشخاص الذين لا يتبعون القواعد يجب معاقبتهم واستبعادهم اجتماعياً، ولاسيما أننا نمر بظروف صعبة، وهناك سموم دخيلة على مجتمعنا وثقافتنا وعاداتنا، وبالتالي من الضروري أن نقيم بيننا وبينها حواجز عالية محصنة من خلال التربية والتوجيه الصحيحين، ومتابعة بعضنا لكل ما هو خير، وذلك كل من موقعه، في المنزل والحي والمدرسة والجامعة ومكان العمل.
تختلف حسب الثقافة
ومع أن طرق نشر الوعي في المجتمع تختلف حسب ثقافته، وطرق تلقيه، ونرى أكثر الأشكال العلنية هي الحركات والدعوات المروجة لفكرة ما.
فعلى سبيل المثال: إن الأشخاص الذين ينادون بالحقوق والشعارات المستوردة، قد تعرض الفرد إلى مخاطر ليس بواردها، ولهذا عليه السؤال والتبصر أكثر، وعدم التسرع والاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال، وذلك بعيداً عن التصورات المسبقة والصور النمطية، وتقليد الآخرين دون إدراك ظروفهم ومعرفة خفايا ما جلبه لهم الخارجون عن القانون والمتمردون والذين يدعون الإصلاح، بعيداً عن التعاطف السلبي، والبحث في التعاطف الإيجابي، لأن الوعي العاطفي الصحيح هو المهارة الكامنة وراء فهم ما يشعر به المرء وتقدير كيف يمكن للحالات المزاجية المختلفة أن تؤثر على من حولنا بشكل واسع ومنتشر.
مما سبق يقع العاتق الأكبر منه والمسؤولية على وسائل الإعلام والاتصال التي انتشرت مؤخراً دون ضوابط، وهو ما أدى إلى عدم التحكم في العواطف وردود الفعل في المواقف الشخصية والاجتماعية، حيث قامت تلك الوسائل بشتى أنواعها بأخذ دور أكبر في تشكيل الوعي المجتمعي لدى قطاع كبير من الأفراد من جهة، والمجتمعات من جهة ثانية، سواء أكانت الرسالة سلبية أم إيجابية، وكانت سلاح ذو حدين، إما أنه أسهم في تعزيز وترسيخ القيم والعادات السليمة، وإما أنه كان معول هدم بنيانها، وفي هذا السياق كان للقائمين على هذه الآلة دور في انتقاء ما يعرض في شتى وسائل الإعلام من إذاعة أو تلفاز أو غيرهما، وأصبحت منصات التواصل الاجتماعي تؤدي دوراً رئيساً في بناء الوعي، وباتت أساسياُ لكونها غدت ركناً للتواصل اليومي واستقبال المعلومات بالنسبة لكثير من الأشخاص في العالم.
بناء الوعي
لذلك من الواجب بناء وعي جماهيري، وتوجيه المجتمع نحو انتقاء المحتوى الإيجابي القيم والمفيد، وتشجيع أبنائه على المشاركة في تقديم وتطوير محتوى متميز، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في إيجاد مضامين إعلامية مبتكرة، وذلك بهدف الضبط الإعلامي وبناء الذوق العام للمجتمع والارتقاء بمنظومة القيم والأخلاق فيه.
أيضاً هناك دور مهم للفعاليات الاجتماعية والدينية في ترسيخ الوعي، وأن يكونوا قدوة لغيرهم، ومحاسبة كل من تجب محاسبته كي لا يكون حالة شاذة في المجتمع، مع امتلاك الجرأة بأن ينطقوا كلمة الحق، والقول لمن أخطأ:»أنك أخطات»، ولمن أصاب: طوبى لك، دون إضاعة الوقت بالمجاملات وتمسيح الجوخ والنفاق والمواربة، حتى لو أدى بهم النطق بالحق لمقاطعة أولئك لهم، لأن النقاش واحترام رأي الآخر له دور كبير في بناء الوعي وعكس صورة حضارية للمتحاورين، ويمنح المشاركين والمتابعين العديد من الفوائد والأجوبة المقنعة.

آخر الأخبار
الجنرال فوتيل يبحث مع وزير الطوارئ جهود التعافي والاستقرار الإعلام السوري في عصر التحوّل الرقمي..يعيد صياغة رسالته بثقة ومصداقية سوريا تفتح صفحة جديدة من التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سوريا نموذج للسياحة الثقافية في المعرض المتوسطي للسياحة الأثرية بإيطاليا الرئيس الشرع يناقش مع وزارة الداخلية الخطط والبرامج المستقبلية لتعزيز الأمن والاستقرار جدار استنادي لمدخل سوق المدينة في حلب القديمة مصطفى النعيمي: "قسد" رهينة الأجندات الخارجية  مؤيد القبلاوي: انتهاكات "قسد" تقوض اتفاق الـ10 من آذار  القنيطرة تتحدى.. السكان يحرقون مساعدات الاحتلال رداً على تجريف أراضيهم انطلاق الملتقى الحكومي الأول لـ "رؤية دير الزور 2040" الشيباني يعيد عدداً من الدبلوماسيين المنشقين عن النظام البائد إلى العمل ظاهرة جديدة في السوق السورية "من لا يملك دولاراً لا يستطيع الشراء" سرقة الأكبال الهاتفية في اللاذقية تحرم المواطنين من خدمة الاتصالات حقوق أهالي حي جوبر على طاولة المعنيين في محافظة دمشق غزة أرض محروقة.. لماذا قُتل هذا العدد الهائل من الفلسطينيين؟ سيارة إسعاف حديثة وعيادة جراحية لمركز "أم ولد" الصحي بدرعا المفوضية الأوروبية تخصص 80 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين في الأردن تحديات وصعوبات لقطاع الكهرباء بطرطوس.. وجهود مستمرة لتحسينه زيارة الشرع إلى واشنطن إنجاز جديد للسياسة الخارجية السورية بحث تعزيز التدابيرالأمنية في "الشيخ نجار" الصناعية بحلب