الثورة _ فؤاد مسعد:
أيمن زيدان فنان له رؤاه الإبداعية وهاجسه الذي يسعى إلى التعبير عنه في أكثر من منحى، إن كان عبر التمثيل أو الكتابة، أو الإخراج المسرحي والتلفزيوني والسينمائي، محققاً حضوره الآسر من خلال ما يقدم من أعمال، الأمر الذي ترجمه ممثلاً عبر مشاركته في مسلسل درامي يُنتظر أن يكون حاضراً على المائدة البرامجية الرمضانية القادمة، وترجمه أيضاً ممثلاً ومخرجاً وكاتباً في فيلمه «أيام الرصاص» الذي عُرِض منذ أيام.
فعلى صعيد الدراما التلفزيونية يتابع زيدان تصوير دوره في مسلسل «ليالي روكسي» إخراج محمد عبد العزيز وتأليف ورشة كتابة تضم كلاً من «محمد عبد العزيز، شادي كيوان، معن سقباني، بشرى عباس، وإنتاج شركة أفاميا. ويتسم العمل بروح تحمل ملامح كوميدية، وتدور أحداثه في عشرينيات القرن الماضي في حارات الشام. ويؤدي فيه شخصية «رضا» الذي يملك «مالكانة» ويّعد بمثابة زعيم الحارة وفق المفهوم الشامي، وهو الرجل الشهم الوطني الذي يقف ضد المستعمر الفرنسي، ويحقق حوله إجماع من كل أهالي الحارة، ويعمل على حل المشكلات والخلافات التي تنشأ، على العكس من شخصية أخرى تقف له بالمرصاد.
أما على الصعيد السينمائي فقد أدهش الحضور مؤخراً بفيلمه الروائي الطويل «أيام الرصاص» عبر العرض الخاص الذي أقيم له في دار الأسد للثقافة والفنون، وهو من إخراجه وسيناريو مشترك بينه وبين أحمد عدره، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، وسبق أن شارك في عدة مهرجانات وحصد جائزة أفضل ممثل «للفنان أيمن زيدان» ضمن الدورة الخامسة من مهرجان سينمانا في سلطنة عمان، ويُعد أول فيلم سوري يُعرض في الصالات السينمائية في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
هاجس الإخراج التلفزيوني والسينمائي ليس بجديد لديه، فأولى تجاربه الإخراجية خلف الكاميرا تجسدت عبر مسلسل «ليل المسافرين» عام 2000، وقدم خلاله مشهدية بصرية جاءت مفعمة بالشفافية رغم كل ما في العمل من قسوة وحزن وألم. وازدادت هذه الرؤى والهواجس ألقاً وخبرة ونضجاً فنياً وفكرياً وإبداعياً وصولاً إلى تجربته السينمائية الأخيرة في «أيام الرصاص»، والتي حملت العديد في مضمونها العديد من الرسائل المهمة النابعة من خلفية معرفية وثقافية تدرك حجم المسؤولية المُلقاة على عاتق المثقف والمبدع العربي اليوم.