بمناسبة الذكرى الـسابعة بعد المئة لوعد بلفور المشؤوم، عقد مركز كيمبريدج لدراسات فلسطين، مطلع تشرين الثاني الجاري، ندوة حول تأثير المواجهات المسلحة والنزاعات في المنطقة العربية على التعليم والنظام التعليمي، وخاصة في قطاع غزة المدمر. حيث تحدث المحاضر الرئيسي الدكتور ميلاد سبعلي الخبير في التنمية والتعليم الافتراضي عن دور اقتصاد المعرفة والحلول الإبداعية عبر التكنولوجيا والتعليم عبر الإنترنت ودور الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن للأخير أن يساعد في إنقاذ جيل كامل أثناء النزوح القسري كما يحدث في غزة. وتحدث عن آليات تطوير المنظومات التربوية التي تخدم الرؤية الوطنية والقومية للنهوض والوحدة الاجتماعية ومواكبة تطورات العصر والريادة. أما الدكتور صلاح آل بندر فقد ركز على أهمية الجوانب الجيوسياسية والتنموية للتعليم باعتبارها تخضع للمؤثرات السياسية والاجتماعية والثقافية وتقاطعاتها مع الهوية الوطنية والسيادة والمصالح العليا واستراتيجيات الأمن الوطني. وأن التعليم يجب أن يكون في الإطار الاستراتيجي الأشمل لخطط ما بعد النزاع والإعمار الذي يشمل “بلاد الشام” بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام. في حين توقف مدير الندوة الدكتور والباحث مكرم خوري-مَخّول عند الأسئلة والنقاط المتعلقة بالتعليم في “مرحلة ما بعد الصراع العسكري”، والاعتماد على المناهج الدراسية وتأثير إعادة الإعمار على التنشئة الاجتماعية من خلال التعليم، ما يعزز الثقة بمستقبل بلداننا العربية مهما بدا الواقع حالكاً، فعندما ينبري مختصون عرب للبحث في الارتقاء بالتعليم، فإنهم يفتحون الطريق للرد العملي على ذلك الوعد المشؤوم الذي كان محطة صعبة في مسيرة الصراع الطويلة ضد المشاريع الاستعمارية، ويبقى التعليم السليم أساساً في بناء الجيل القادم ليحمل أمانة القضية، ويصوغ ٱليات المواجهة وفق طرائق ناجعة تكون نتيجتها تحقيق الانتصار الموعود الذي سيكون العامل الحاسم في إنهاء هذا الصراع.