الملحق الثقافي- عبد الكريم الناعم:
ما الّذي لم يأتِ بَعْدُ ؟!!
ذَهَبَ النّاسُ إلى أَقْصى حُدودِ العُهْرِ
تَدْليساً وَرَشْوَهْ
فًهُمُو بِذْرُ وِشاياتٍ
وأسْرابُ أكاذيبَ وَرَغْوَهْ
وَغَزالُ الأُنْسِ قِرْدُ
ما الذي لم يأتِ بعْدُ ؟!!.
أَغْلِقِ البابَ
فأنْتَ الجَمْرُ
لا الكفُّ تُغاويكَ
ولا الوَرْدُ يناديكَ.
اللّيالي في بواكيرِ العَشايا
فيكَ سُهْدُ
ما الذّي لم يأتِ بَعْدُ ؟!!
فازَ مَنْ يَحْلبُ أُمَّهْ
والذي يَرْكَبُ عَمَّهْ
والذي يُؤْخَذُ لَصّاً وانتِهاباً
في مَجاري الجَمْرِ … بَرْدُ
وكراسي الحُكْمِ جُرْدُ…
هَمُّ مِن صلّى إليها أنّها الميدانُ والسَّبْقُ،
وأنَّ (التّاجَ) بعْضٌ مِن (عطايا) اللّهِ،
يُعْطيهِ،
وما يٌعْطيهِ ربُّ المُلْكِ يبقى هكذا،
لا يُسْتَرَدُّ !!
دَخَلَ الغازونَ مِن أَقْصى ومِن أَدْنى،
الملوكُ الفاسِدونَ المُفْسِدونَ ..انْتَبَهوا،
لم يُشْهِروا سَيْفاً ،
هِي الحِكْمَةُ فَافْهَمْ، يا رعاكَ الفَهْمُ، !!
بينَ السّادةِ الغُرِّ الميامين وأهْلِ الغَزْوِ
عَقْدُ
ما الذي لم يأتِ بَعْدُ ؟!!
-(هُبَلُ) السُّلْطةِ والقرآنُ يُتْلى-
الرَّبُّ
والنّاسُ جميعاً حينَ حَسْمِ القولِ
فَرْدُ
جَمَدَ الشّعرُ على قافيةِ البَوْحِ
الفراديسُ على الأَيْكِ انْطِفاءٌ
والمواويلُ عَويلٌ
أيُّ قَوْلٍ آنَ تَدْعوهُ إلى مائدةِ البؤسِ
يُلَبّيكَ وقد أَثْقَلَهُ الجُرْحُ،
وأَعْلى قامةَ الطّغيان نَمْرودٌ
جديدٌ، مُسْتَبِدُّ
أنا أدْرى بِدروبِ الشّعرِ منّي بِدُروبِ
الدّغْلِ آنَ الظّلُّ يعلو بينَ أغصانِ مَعانيهِ،
وآنَ العَطَشُ القَتّالُ بَرْدُ …
غيرَ أنَّ الألَمَ الصّارخَ لا يَرْسمُهُ خَطٌّ نَحيلٌ
مِن ظِلالِ الرَّهَفِ العالي،
ولا يَسْتَرْجِعُ الغادينَ فَقْدُ
فاعْذروني إنْ تَأَخَّرْتُ قليلاً، أو تَقَدَّمْتُ،
جهاتُ الأرضِ أَشْفى مِن جِراحي،
وَصدى صَمْتيَ وَقْدُ
كلُّ ما في الكوْنِ مِن دَمْعٍ، غُبارٍ ،
وَخَرابٍ..
جاءَ في جامِحةٍ مِن عاصِفِ
الزّلزالِ آنَ انْتَصَبَ السّوقُ
وقامتْ لِلدَّنانير الكراسي
وارتَضَتْ أنْ يَجْمَعَ الأضدادَ ضِدُّ !! ..
كانَ …
في دَوْرٍ تَغَشَّتْهُ فصولُ القمْعِ والذّلِّ
وأنّا نُقَطٌ في حاسِباتِ النّفطِ والْهَتْكِ،
وأنّا غَنَمٌ في (صِيرةِ) الدّارِ،
وأنَا رَقَمٌ مُبْهَمَةٌ أبوابُهُ العُليا،
وَأَوْفى بالأزاميلِ الذي لم يمْتلكْ سِحْنَةَ
معناهُ،
وقد جئَ به من غامِضاتٍ
فَتَوَلاّنا على هيْئةِ ذُعْرٍ
مِن أفاعيلِ لَظاهْ،
وَلِرَدِّ الفِعْلِ رَدُّ
ما الذي لم يأتِ بعدُ ؟!!
ثَمَّ شيءٌ
سوفَ يأتي،
ثَمَّ (بُدُّ) …
1 – الصّيرة : حظيرة الغنم
العدد 1212 – 5 – 11 -2024