الملحق الثقافي- رولا السيد:
تشكل المرجة إحدى معالم دمشق المميزة، وتشكل ساحتها أهم ساحات دمشق التاريخية، ارتبطت بمسيرة النضال الوطني في سورية، ودفعت الكثيرين للتغني بها للإعراب عن النصر ( زينوا المرجة).
دمشق التي تحتضن المرجة التي تشكل مركز العاصمة، نشأت كظاهرة عمرانية قديمة، وكان ظهورها مرتبطاً بتقدم كبير في المعرفة الإنسانية والأساليب الفنية، وحظيت الحارات أو الأحياء السكنية باهتمام عدد قليل من الباحثين وعرفوا عنها أنها تؤمن المحيط المادي لشعور الفرد بالأمان وبالانتماء وسط مجموعته التي يُعرف بها ويتماهى معها.
وبذلك شمل البعد الاجتماعي بكافة مدلولاته دون البعدين المعماري والعمراني، وتحتوي على المباني ذات القيمة المعمارية لأن هناك علاقة وثيقة بين الهيكلية المعمارية للحارة وبين بنيتها الاجتماعية تجعل من العمارة محتوى ناظماً للبنية الاجتماعية، خاصة وأن عدد الأحياء وصل إلى ثلاثة وعشرين في بداية القرن العشرين فما بالك الآن؟
كانت ساحة المرجة عبارة عن جزر صغيرة بين فروع نهر بردى في المنطقة الواقعة بين الشرف الأعلى والشرف الأدنى إلا أنها تحولت في القرن الثامن عشر إلى ساحة بني فيها دار يوسف كنج الذي كان والياً على دمشق بعد عائلة العظم، أزيل هذا البناء وبني مكانه في عام ١٩١٦ بناء العابد تم كل ذلك بعد أن قام ولاة دمشق في عام ١٨٦٦ بتغطية نهر بردى وبدؤوا بإنشاء ساحة عامة تكون مركزًا للمباني الحكومية، قبلها كانت ساحة المشيرية مكان القصر العدلي حاليًا وقبل ذلك كانت Agora قرب الجامع الأموي في منطقة القيمرية.
جامع يلبغا من الأبنية المهمة في الساحة والذي يعود إلى القرن الرابع عشر بالقرب منه مبنى العدلية والبريد والبرق، سوق محمد علي باشا الموره لي بالقرب منه سوق العتيق والخيل.
وفي الجهة الجنوبية الشرقية كان أول مركز للدرك / الجندرما والذي تحول مكانه إلى مسرح وسينما زهرة دمشق وإذا تابعنا مسيرنا باتجاه الغرب كان حمام رامي مكان زقاق رامي والذي كان حديقة وإذا تابعنا في اتجاه الغرب المستوصف كان مؤلفاً من طابقين ومبنى البلدية الذي من شرفته أعلن استقلال سورية عام ۱۹۱۸.
وهو كبناء أقدم من بناء بلدية مانشستر – وعلى ضفة نهر بردى مبنى وزارة الداخلية الآن في منتصف ساحة المرجة العامود الذي أنشئ بمناسبة مد خط التلغراف بين دمشق و استانبول.
السرايا الثالثة، فالأولى كانت جانب القلعة عند باب النصر والثانية المشيرية / مكان القصر العدلي حالياً . . إذا اتجهنا غرباً نجد مبنى مجلس الزراعة الذي تحول إلى مبنى إدارة الهجرة والجوازات في الخمسينيات.
عندما نعبر النهر في المنطقة الشمالية نجد سلسلة فنادق ابتداء من أوتيل فيكتوريا وفندق ديمتري وفندق بصراوي وفندق خوام الذي كان باتجاه ساحة الصالحية إلا أن أول فندق في دمشق كان لآل خوام في منطقة القنوات وفندق ديمتري أنشئ مكان فندق بصراوي وقربه جامع البصراوي من القرن التاسع عشر، يليه بناء آل غازي.
كان يأتي خط الترام من المهاجرين ومن الشيخ محي الدين ويمران بالقرب من فندق فيكتوريا ليذهبا إلى المرجة ويدورا هناك ليعودا إلى قرب فندق فيكتوريا.
وينطلق صعوداً إلى بوابة الصالحية، فالصالحية فالجسر الأبيض حيث ينقسم هناك إلى خطين أحدهما يتجه إلى المهاجرين والآخر إلى منطقة الشيخ محي الدين.
العدد 1212 – 5 – 11 -2024