الثورة – رفاه الدروبي:
الحديث عن الهوية الوطنية غاية في الأهمية، لما لها من دور فعَّال في ترسيخ عقيدة أفراد المجتمع، وخاصة الجيل الصاعد، في إطار ذلك انعقدت ندوة بعنوان “دور التربية والإعلام في حماية الهوية” شارك فيها الدكتوران: عبد الحليم اليوسف وهاني الخوري، ومدير قناة دراما في التلفزيون العربي السوري أنسام السيد، وأدار الندوة محمد خالد الخضر في ثقافي أبي رمانة.
– تزكي روح التعاون..
مدير تربية ريف دمشق الدكتور عبد الحليم اليوسف أشار إلى أنَّ الهوية الوطنية تمثل مجموعة من الخصائص المشتركة بين أبناء شعبٍ ينتمي لوطن واحد تميزه عن غيره من شعوب العالم، وتتمثل في اللغة، القيم، العادات، التقاليد، المصالح المشتركة، الرموز الوطنية، لافتاً إلى عناصر الهوية الوطنية المتمثلة باللغة، الموقع الجغرافي، الانتماء الوطني، التاريخ المشترك، الثقافة، الرموز الوطنية.
أما عن دور الفرد فيتجلى في الحفاظ على الهوية وواجبه تجاهها، والشعور بالرضا من كلِّ إيجابي لوطنه، وبالسخط من كلِّ ما يضر بمصلحة الوطن، والحفاظ على التراث والارتقاء فوق الانتماءات الفرعية، وإقامة علاقات مع أفراد المجتمع، فيما يرسّخ الوعي بالهوية قيام الاعتزازية، والمحافظة عليها ويُعزِّز حبِّ الفرد والقيم الإيجابية، ويُزكِّي روح التعاون بين أبناء الوطن.
– مفاهيم جديدة..
وأوضح الدكتور هاني الخوري أنَّ الهوية تعني الصفات الجوهرية المميزة للفرد عن غيره، والعلاقات بين الانتماء والهوية فكلاهما يؤثر في الآخر ويتأثر به، وعندما يعرف الإنسان أنَّ هويته ترتبط بهويه المجتمع الموجود فيه يجعله يتمسك ويرتبط بمجتمعه، وأبرز الدوافع نحو تأكيد الهوية الوطنية العربية ما يشهده عالم اليوم المتغير في كثير من أحداثه والمتمثل في التحولات والتحديات الثقافية، إذ أصبحت العولمة الثقافية تباشر تأثيرها في الأجيال الجديدة من أبناء المجتمع، وسرت مفاهيم مغايرة ومفردات غريبة على لغتنا العربية فصار الشباب يرددها ويدافع عنها.
– دور الإعلام..
كما أكَّدت مدير قناة دراما أنسام السيد أنَّ الموضوع شائك وحساس ولا يمكن الإحاطة بكلِّ جوانبه، لكن عند التحدث عن دور الإعلام يتوجب علينا أن نمرَّ على دوره سابقاً عندما كانت الأداة الأولى تقريباً تجمع الأسرة حول الشاشة الصغيرة، وتعرض البرامج الثقافية المتسمة بالأخلاقية والتوعوية والتعليمية والترفيهية والمتعة والتسلية، ولم يعد الإعلام تلك الوسيلة الترفيهية باعتبارها تجلب المتعة والفائدة والثقافة فقط، إضافة إلى كونها أداة ندافع فيها عن أرضنا ووجودنا وهويتنا؛ أمَّا اليوم فيتمُّ العمل في قناة دراما على تعزيز الهوية والحفاظ عليها من خلال إعادة بعض البرامج والمسلسلات المهمة، وتفضيل الفعاليات والأنشطة الثقافية.