راغب العطية
إلى جانب القتل العمد والتهجير القسري وسلب الأراضي، يتعرض الشعب الفلسطيني لسياسات تجهيل ممنهجة من الاحتلال الإسرائيلي، عبر استهداف قطاع التعليم بشكل مدمر، بهدف حرف نظام التعليم الفلسطيني عن هدفه، الذي يتمثل في خلق شخصية فلسطينية منتمية وخلاقة ومناضلة ذات هوية متميزة ومتواصلة مع محيطها العربي ومتفاعلة مع المجتمع الدولي، ومنع قطاع التعليم من القيام بدوره المفترض، كأي نظام تعليمي آخر في المساهمة الفاعلة في تقدم الحضارة الإنسانية، ولذلك عمد الاحتلال منذ اغتصاب فلسطين لممارسة شتى أنواع الإرهاب بحق النظام التعليمي، والتلاميذ والمعلمين والمدرسين، حتى المدارس لم تسلم من بطش الاحتلال.
ويهدف الاحتلال من وراء ذلك، إلى محاولة تجهيل الطلاب الفلسطينيين وعزل ماضيهم عن حاضرهم لطمس معالم مستقبلهم، وتجهيلهم أيضاً بتاريخ القضية الفلسطينية وتطوراتها، وبالتالي محاولة شرعنة الاحتلال وتكريس وجوده غير الشرعي على الأرض الفلسطينية التاريخية.
وفي هذا السياق قالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، إن 11923 طالباً استُشهدوا و19199 أصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول 2023 على قطاع غزة والضفة.
وأوضحت التربية الفلسطينية في بيان لها، اليوم الثلاثاء، ونقلته وكالة وفا، أن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 11808 والذين أصيبوا 18596، فيما استُشهد في الضفة 115 طالبا وأصيب 603 آخرون، إضافة إلى اعتقال 450.
وأشارت إلى أن 561 معلماً وإدارياً استُشهدوا وأصيب 3729 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتُقل أكثر من 148 في الضفة.
ولفتت إلى أن 341 مدرسة حكومية وجامعة ومباني تابعة لها و65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، ما أدى إلى تعرّض 138 منها لأضرار بالغة، و77 للتدمير بالكامل، كما تعرضت 84 مدرسة و7 جامعات في الضفة للاقتحام والتخريب.
وأكدت التربية أن 788 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم منذ بدء العدوان، على حين يعاني معظم الطلبة من صدمات نفسية، ويواجهون ظروفاً صحية صعبة.
وأشارت إلى أن اقتحامات الاحتلال المتكررة لمحافظتي جنين وطولكرم تسببت في ترويع الطلبة في مدارسهم.