الثورة – عبير محمد:
بما أن الأصدقاء جزء مهم في حياة أطفالنا، ونأمل منهم أن يختاروا أصدقاءهم بحكمة، فيكون دور الأهل بتوجيه أطفالهم نحو الأصدقاء الأصحاء الإيجابيين، ومن أهم مسؤوليات الأهل تربية الأبناء ومما يتطلب جهوداً كبيرة ومستمرة وفهماً عميقاً للتحديات والسلوكيات التي قد تواجههم منها الانحرافات السلوكية.
فالأطفال والمراهقون يتواصلون بين أقرانهم أكثر بهذه الفترة فيتأثرون بشكل كبير بمحيطهم من الأصدقاء المشاغبين. فالصداقات الرائعة تضيف وتحسن الصحة العاطفية والعقلية، ويمكن أن تؤثر الصداقة السامة سلباً وتشجع الأبناء على السلوك السيئ مسببة مشاعر التوتر والقلق والاكتئاب، كما يمكن أن تؤدي لانخفاض احترام الذات والقيمة الذاتية، وغالباً ما يقلل الأصدقاء السلبيون من شأن الآخرين ويجعلوهم يشعرون بعدم الكفاءة.
قد يكون من الصعب الابتعاد عن الأصدقاء الذين يشكلون تأثيراً سلبياً على أطفالنا.
أما كيف نحمي أطفالنا من التأثير بأصدقائهم عندما يتأثر أطفالنا بمحيطهم من الأصدقاء بطرق سلبية مثل التغيب عن المدرسة والانخراط في سلوك مثل السرقة أو الإزعاج أو الاستهزاء الدائم أو الإهانة أو قلة الاحترام أو الكذب على الأهل أو المعلمين أو التدخين و…، فالخطوة الأولى على الطفل إدراك تأثير صديقه عليه وأن ينتقي أصدقاء أكثر لطفاً، ويكون الاحترام والثقة متبادلة بينهم والسماح لهم بالقرار بأنفسهم بشأن من يريدون الاحتفاظ بهم كأصدقاء.
فعلى الأهل التحدث الدائم مع الأبناء بشكل استباقي لأن المراهق قد يستاء من الأهل كونهم يراقبونه دائماً فابدأ بمناقشة الموضوع بدقة وتحدث بعقلانية وعامله كبالغ، ولا تنتقده دائماً، وأشر للتأثيرات السلبية لمثل صداقة سيئة ووجهه لاتخاذ الخيار الأفضل والصحيح دون إجباره، فإذا منعته من الخروج مع أشخاص معينين فذلك سيزعجه ويتمسك برأيه ويعاند قد تأتي بنتائج عكسية، ساعده على اتخاذ خيارات صحية، وركز على جعله يدرك سبب كون الشخص سلبي وهو يقرر قطع علاقته به. وتفتيح أعين أطفالنا على ما يهمنا والتخلص التدريجي من الصداقة السامة،
لقد فحص فريق من الباحثين الأخصائيين نشاط دماغ المراهقين أثناء لعب الأطفال: حين وجودهم بمفردهم ولاحظوا: عندما كان الأصدقاء في الجوار خاض المراهقون مخاطر أكبر وتجاوزوا الإشارات الحمراء ووقعوا في حوادث أثبتت الفحوصات أن مركز المكافأة في الدماغ يصبح شديد الإثارة عندما يكون الأقران حاضرين.
يقول روبرت فاريس عالم اجتماع بجامعة كاليفورنيا (كلما زاد اهتمام الأطفال بالشهرة، زادت عدوانيتهم) ويقول: لقد نظروا إلى العدوان كوسيلة للحفاظ على المكانة الاجتماعية.
يعني بالعدوان (التنمر) سواء أكان جسديا أم لفظياً. ويحذر فاريس من أن السلوك معد.
أقلية من الأطفال المشهورين عدوانيين ولكن الغالبية العظمى من الأطفال يريدون أن يكونوا مشهورين، ويبدو أن الأطفال الأكثر قسوة هم الأكثر يأساً وضياعاً.
شجعوا أطفالكم على تنمية مهاراتهم وممارسة هوياتهم كألعاب الطاولة (الشطرنج) والانتساب للمكتبة والقراءة وبذلك سيقابلون أقرانا مثلهم متشابهين في التفكير ويبنون معهم صداقات صحية.
اجلسوا مع أطفالكم واستمعوا واستمتعوا معهم باللحظات الجميلة وادعموهم وتعرفوا على أصدقائهم، فذلك سيمنحكم العودة إليهم عندما تحدث الخلافات.