الملحق الثقافي- إبراهيم عباس ياسين:
ليلاً تفتح المدينة صدرها، وتتسع الطرقات للغرباء الباحثين عن أندلس أحلامهم الضائعة.
فأذهب في شوارع لا أسماء لها.
وطيفك يتراءى لي في خطوة..في كل انعطافة درب..أو التماعة شُهب، وأنت تتواثبين أمامي كغزالة شاردة .
يأتيني صوتك كعزيف نايات ووشوشات عصافير ..
ووجهك الطفولي يزيح أمواج العتمة كقمر صيفي .
سلام عليك أيتها المرأة الطالعة من هياكل الليل كحوريات المعابد وعرائس الأساطير .
سلام لوجهك الطافح بمباهج الأعياد وأعراس الطفولة.
لعينيك الضاحكتين بالأغنيات وأناشيد المحبين والقصائد..
لابتسامتك المشعة في أقاصي الحنين كنجمة صبح تأبى أن تأفل..
ولصوتك المنسكب في ظمأ القلب كأمطار الربيع الدافئة.
السلام عليكِ يوم وُلدتِ…
ويوم أضأت كالبرق في شتاءات الزمن الموحش.
والسلام عليّ ..
يوم أنهض من رماد مآتمي ..
لأعلن – كطائر الفينيق – على يديك ، قيامتي ..
ولأبدأ باسمك – وعلى اسمك – زمنًا جميلاً آخر، لاخوف فيه ولا حزن،
و.. أحبك ..
أحبك .. أحبك ..
العدد 1214 – 19 – 11 -2024