لعل من أهم المشكلات التي تعانيها الأندية الديون الكبيرة والتي هي أمر طبيعي في أنديتنا الفقيرة، وهي أمرطبيعي أيضاً طالما أن هذه الأندية لا تقوم على أساس متين تنظيمياً وهي قابلة للتغيير في أي لحظة.
والديون تكون لأسباب مختلفة، منها -وربما أهمها-أن مجالس الإدارات لا تملك -وهي الفقيرة أساساً- الحكمة المطلوبة في إدارة القضايا المالية، إذ من غيرالمعقول “أن تمدّ هذه الإدارات قدميها أكثر من حدود وقياس لحافها”، وذلك عند التعاقد مع مدربين ولاعبين بحثاً عن نتائج جيدة، وليت الأرقام التي تدفع تتناسب مع قدرة وإمكانات الكثيرين؛ مدربين ولاعبين وخاصة الأجانب الذين يكون التعاقد معهم على الأغلب كصفقات ذات أرباح جانبية.
وهكذا تتراكم الديون وتتجاوزالمليارات في ظلّ عجزمالي كبير، وهذا كله دون سؤال أو قيود تفرضها القيادة الرياضية على الأندية في معاملاتها المالية، وتكون الطامة الكبرى عند حل أو تغيير مجالس الإدارات، إذ تمضي الإدارة من دون محاسبة وتأتي إدارة جديدة لتجد النادي مثقلاً بالديون وتعاني الأمرّين في حل المشكلات المالية العالقة.
وقصة نادي الوحدة التي هي اليوم حديث الساعة أكبر مثال، إذ تدفع الإدارة اليوم ثمن أخطاء الإدارة السابقة ، بدلاً من التفرغ للتطوير والاهتمام بالمنشأة والأمورالفنية لفرق النادي المختلفة.
ما سبق يجب أن يعيد النظر في انتخابات مجالس إدارات الأندية، إذ يجب أن يكون الأكفأ والذي يجب أن يتحمل مسؤولية ما ينفق، ومسؤولية الأخطاء التي قد تتسبب بخسائر مالية وغرامات وعقوبات داخلية وخارجية، إذ لا يعقل أن تزرإدارة وزر أخرى.