سورية وحزام النار ..هل يطفىء ترامب نتنياهو أم يحرقه؟

وقف إطلاق النار.. بمزيد من النار .. هي خطة نتنياهو في هذه اللحظات التي يفرد فيها الرئيس الأميركي الفائز دونالد عضلاته الدبلوماسية ويدخل البيت الأبيض من بوابة المعركة والعدوان على لبنان وغزة وسورية والمنطقة.
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب رمى على طاولة المعركة في المنطقة مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، واستخدم يدي السفيرة الأميركية في لبنان لكتابة هذا الاتفاق الذي لا يبدو أن رئيس وزراء كيان الاحتلال نتنياهو يرغب بقراءته بقدر ما يسعى به لتوسيع المعركة والهروب من مركزيتها في فلسطين المحتلة لإشعالها مع كل الأطراف المقاومة في المنطقة على مبدأ عدوان أوسع ودم كثير بربح لا يرى بالعين السياسية والعسكرية، بل هو للإيحاء بأنه يخوض المعركة الأكبر، والتي هي معركة أميركا أولاً من فوق ظهر الوحش الإسرائيلي، فالكيان الإسرائيلي هو مصالح واشنطن بالمختصر.
لا يبدو أن الاستراتيجية الأميركية تغيرت بقدوم ترامب فهي تقفز بنتنياهو من عدوان لآخر على جسر مسودات الاتفاقات لتدخل المنطقة كلها في غليان علها تحقق أقل ربح لوكيلها الإسرائيلي وتحسن وضع نتنياهو سياسيًا على الأقل بعد أن تحطم وجه الكيان استخباراتيًا منذ أن بدأ طوفان الأقصى.
فمنذ عام كامل ومسودات الاتفاقات تكتب قبل كل توسيع إسرائيلي لرقعة العدوان جغرافيًا وكلنا يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة انفجر عدوانًا على جنوب لبنان، ومابين الحدثين متواليات كثيرة لمشاريع اتفاقات كانت خدعة أميركية خبيثة باعتبارها وسيطاً لتهيئ لإسرائيل فسحة لاغتيالات قادة في المقاومة واستهدافات مباشرة لبنية مجتمع المقاومة من مدنيين طالت حتى الأطفال الرضع في غزة ولبنان، ولم نكن نحن في سورية بمنأى عن هذا العدوان الإسرائيلي السافر والمستشرس خاصة في الأيام القليلة الماضية.
تكثيف الغارات على سورية هذه الأيام مؤشر واضح إلى أن إسرائيل تستثمر بفشلها مرة أخرى تحت غطاء وقف إطلاق النار، وحالة الهستيريا التي تعتري الكيان في إبادته الجماعية لغزة وجنوب لبنان وعدوانها المتكرر على سورية تفسح خدعة مسودة وقف إطلاق لها مجالاً واسعاً فحالة العبثية من تحقيق هدف واحد لنتنياهو باتت مدججة بتصعيد العدوان المدعوم غربياً، ومن الواضح أن الغائب الأكبر هي القوانين والشرعية الدولية وربما الجنازة الكبرى التي نشهدها اليوم في المنطقة هي للقانون الدولي الذي لا تهتز له قصبة لدم الأبرياء، نساء وأطفالاً وخدج، ولا حتى لاستهداف إسرائيل لبعثات قوات حفظ السلام الدولية وكل مفوضات ووكالات اللاجئين والمقرات الدبلوماسية التي يستهدفها نتنياهو بحرية المجرم.

في القمة العربية والإسلامية التي انعقدت في الرياض مؤخرًا تحدثت دمشق كعادتها، لم تنقص حرفاً من حروفها المقاومة والمبدئية، تكلمت بلهجة الثابت على المواقف واليقظ والمتأهب لكل ما تحيكه إسرائيل بهندسة أميركية للمنطقة، والحديث اليوم عن أن سورية باتت في عين العاصفة الإسرائيلية ليس دقيقًا، فطالما كانت دمشق هي الرقم الصعب بالنسبة للكيان الإسرائيلي والحرب ضد السوريين قائمة بشكل مباشر منذ عقود، وبلغت ذروتها مع تحريك ذراع الإرهابيين الغربية وتسريبهم لقطع رؤوس السوريين والضرب على معدة السوري باحتلال أميركا وتركيا للأراضي السورية ونهب ثرواتها خاصة النفطية، وفرض العقوبات الاقتصادية حتى على رغيف الخبز.
لذلك فإن المعركة في سورية لم تتوقف مع كيان العدو حتى تصبح دمشق اليوم في عين العاصفة، ولكن إسرائيل تكثف غاراتها على سورية وتظهر بشكل مباشر وعلني في مشهد العدوان المستمر لتحسين وضعها السياسي بعد حرب عام وأكثر فشلت فيه في لي ذراع المقاومة، وهو الأمر الذي تدركه سورية وحلفاؤها، ولن تغريهم مسودات ترامب لوقف إطلاق النار بل يبدو من خلال التحرك الدبلوماسي بين عواصم المقاومة والحلفاء الدوليين أنهم متأهبون لها أكثر، ولن تنجر سورية إلى موقع المعركة الذي يحدده العدو، بل يبدو أن دمشق وحلفاءها هم من يحددون مواقعهم الأكثر صلابة في معركة المنطقة كلها.
فإسرائيل تطفئ النار بالنار لأنها تحترق، وقد يرتعب ترامب من إحراق وجهه هو الآخر، لذلك يختبر وقفًا لإطلاق النار، فإما أن يقفز بنتنياهو للتمدد بالهشيم إلى كل المنطقة، أو أن يكتفي بهذا الحد من الرهان على رئيس وزراء الكيان دونما إعلان انهياره، وفي كلا الحالتين لا يبدو أن إسرائيل ستنجو، ففي أحسن أحوالها ستبحث في وقف إطلاق النار عن ضمادات سياسية لجلدها العسكري والاستخباراتي المحترق في المنطقة.

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك