لو تحدثنا أياماً وسنين عن تراثنا وتاريخنا الموغل في الحضارات لن نكتفي، فهذا الوطن بكل مكوناته أدهش العالم بما قدم، فكان بحق منارة الأجيال وخريطة مطرزة بكل ألوان الإبداع والجمال والحياة.
من هنا كانت مؤسسة “وثيقة وطن” الحريصة على نشر الوعي بأهمية مشاركة الناس في كتابة تاريخنا، والوصول إلى قصص الناس مباشرة فكم من الحكايات الموجودة على أرض الواقع تروي بطولات هذا الشعب وتفاصيل صنعها بيده وإرادته؟
ما دفعنا للحديث هو مشاركة مؤسسة “وثيقة وطن” ضمن فعاليات المؤتمر الخامس والثلاثين للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات الذي انعقد منذ أيام في العاصمة العمانية مسقط تحت عنوان “المكتبات ومؤسسات الأرشيف العربية ودورها في تعزيز الهوية المواطنة الرقمية” ،وقدم السوريان زياد ميمان ومحمود الجدوع بحثهما بعنوان “التوثيق الرقمي للتراث في العصر الرقمي”.
تناول البحث التعرف على تجربة مؤسسة “وثيقة وطن” السورية في حفظ التراث رقمياً وطبيعة وآلية وأساليب العمل والطرق التي تتبعها المؤسسة للقيام بمهامها في حفظ التراث رقمياً، ومدى تعاون المؤسسة مع المؤسسات الثقافية الحكومية وغير الحكومية في سورية والتحديات التي تواجهها في العمل.
هذه الأهداف والجهود والمبادرات التي تسير عليها مؤسسة وثيقة وطن يحق التوقف عندها، فالتوثيق حالة ضرورية ومهمة لأنه ذاكرة الأمة وهويتها ورسالة الإنسان الذي يحفظ الأحداث التاريخية والمعلومات وينقلها من الماضي إلى الحاضر ثم إلى المستقبل، ولاسيما أن تراثنا ثروة حقيقية بكل ما للكلمة من معنى، ولهذا أيضاً عملت المؤسسة منذ سنوات على إطلاق مسابقة (هذه حكايتي) لتكون صفحة من صفحات الوطن ولتؤكد أن السوريين أبناء الصمود والحياة والإنسانية..
اليوم وكل يوم نفخر ونعتز بالإنجاز السوري، فهو مبني على أسس متينة، وسنين من التعب والجهد، لنبقى أبناء الإبداع والحياة، ولتبقى سورية منارة الفكر، والكنز الثمين الذي يحافظ على هويتنا الثقافية، ويثري الثقافة الإنسانية، ويسهم في بناء جسور التواصل بين الشعوب.