الثورة – عبير علي:
يشارك المخرج السوري نورس برّو بمسرحيته “مونولوغ” في المهرجان الدولي لأيام قرطاج المسرحية في تونس، بدورته الـ25 التي تبدأ غداً السبت 23 وتستمر حتى 30 من الشهر الحالي، ممثلاً للجمهورية العربية السورية كضيف شرف.
وفي حديث لصحيفة الثورة حول مشاركته في المهرجان أشار برّو إلى أن “مونولوغ” هو عمل تمثيلي ينتمي إلى فئة مسرح الصندوق الأسود “البلاك بوكس” المعاصر، وهو عمل يدمج بين الأداء التمثيلي والأداء الحركي المتوسط، مابين المسرح الراقص البحت والأداء الدرامي.
وقال : “مونولوغ” من تأليفي وإخراجي وأدائي، وهو يعتمد على مختبرات فرقتي “سورية للمسرح الراقص” والتي تعتمد على شخص واحد، وسبق وقدمناه على خشبة مسرح الحمراء بدمشق، وحقق نجاحاً جيداً.
وأكد برّو أن مهرجان أيام قرطاج هو حلم لكل فنان ومسرحي، باعتباره من أهم المهرجانات في منطقة الشرق الأوسط، وفيه النخبة الفنية والمسرحية من النقاد والمخرجين والمديرين للمسرح في المنطقة العربية، الذين يقومون بانتخاب عددٍ من الأعمال التي تمثل نخبة الأعمال المسرحية العالمية “.
إذ بلغ عدد العروض المشاركة 125عرضاً من 32 دولة عربية وإفريقية وغربية.
معرباً عن شعور الفرح والفخر لوجوده في المهرجان بالقول : “كم يشرفني ويسعدني اختيار ” مونولوغ” ليكون بين الأعمال المميزة في العروض العالمية”.
وعن فكرة العمل أكد برّو أن”المونولوغ “يطرح سؤالاً فلسفياً وجودياً يقول: ماالجدوى من الوجود..؟ “لماذا نحن موجودون”، انطلاقاً من جوهرنا كبشر، وليس انطلاقاً من أي عقيدة دينية، لأننا نقدم مسرحاً معاصراً ورسالةً ويهمنا أن تصل لكل أطياف المجتمع السوري.
ولدى سؤالنا ماذا تعني له المشاركة بمهرجان قرطاج؟.
أجاب برّو: “بصراحة أقول وبثقة مشاركتي كممثل لسورية بهكذا مهرجان وسط حضور رسمي سوري، ووجود قامة فنية كبيرة كدريد لحام، ووسط هذه الفرق العالمية والاحتفاء التونسي بسورية، الذي سيكون هذا العام استثنائياً، “يوم تكريمي لسورية وضيوفها”، طبعاً هذا يحتم علينا أن نقدم أعمالاً غير مألوفة عنا منذ سنوات، وإنما أعمال تتماشى مع الواقع الحالي، لأن الآخر غير مسؤول عن انقطاعنا سنوات، وليس من مهمته تفهم انقطاعنا، لأننا نستطيع أن نعمل بجهود شخصية وأن نبحث ونواكب كل جديد، وهذا ما حرصتُ عليه والذي تمثل بعمل ” المونولوغ” وهو عمل يحتوي على رقص معاصر وعلى أوبرا، وهو عمل كانت فيه دمية البونراكو الضخمة من”مسرح الدمى الياباني الشهير”، طبعا ذلك قبل التعديل الذي استغرق ثلاثة أشهر، وذلك لصعوبة نقل الدمية إلى قرطاج، وبالتالي نحن نرى عملاً معاصراً ومختلفاً تماماً عن الحالة المسرحية الكلاسيكية الموجودة بسورية بشكل عام.
وختم برّو بالقول: هذا يحملني مسؤوليةً كبيرةً بأن نظهر ممثلين لسورية بمستوى محترف، ونعبر عن بلادنا بطريقة مشرفة جداً، تاريخاً وحضارةً ومستقبلاً، وأن تقع هذه المسؤولية على عاتقي أمر مشرف جداً، وأتمنى أن أمثل سورية خير تمثيل وأنقل صورة جميلة عن بلدي.