هجم البرد القطبي ” بكير ” هذا العام و معظم المواطنين يعانون من انعدام وسائل التدفئة .. لا مازوت تم توزيعه و لا حطب مسموح امتلاكه و لا تمز زيتون بسبب غلائه كونه يحتاج إلى مدفأة خاصة ثمنها أكثر من ثلاثة ملايين ….!!
ماذا يفعل المواطن بهذه الحالة … و هو المحاصر بقرارات تهدده بعقوبات شديدة في حال ضبط يقطع حطب مع انعدام مقومات التدفئة…
حتى الـ 50 ليتر مازوت التي تخصصنا الحكومة بها لا تكفي أكثر من أيام لا تتعدى عدد أصابع اليدين..
المهم أن المواطن مضطر لتأمين حاجته من مقومات الدفء من أجل عائلته و أولاده الصغار فيقع تحت عناء غلاء المازوت الحر و الذي تجاوز الليتر الواحد 20 ألف ليرة و طن الحطب أكثر من 2 مليون و كذلك التمز الذي تخطى ثلاثة ملايين ليرة …
هي معاناة تتكرر كل عام مع وعود من قبل المسؤولين بإيجاد حلول تأخذ صفة الديمومة لهذا الملف المقلق للمواطن … إلا أن الوعود تبقى وعودًا و المواطن يتجرع مرارة البرد و عدم قدرته على تأمين متطلباته من وسائل التدفئة..
أكدنا مرارًا و تكراراً على أهمية إشراك المجتمع الأهلي بحماية الغابات عبر الشراكة الحقيقية معه من خلال حمايتها من الحرق و الجرم مقابل السماح لهذا المجتمع باستثمار الغابات من خلال تقليمها و تنظيفها تحت إشراف الوحدات الزراعية و الحراجية المنتشرة بكثافة في كل المناطق .. و كذلك استثمارها سياحياً .. إلا أن الصدى لم يصل إلى آذان المسؤولين…
أعتقد أننا في بداية الشتاء الذي يوحي أنه سيكون باردًا، وعلى الجهات الحكومية البحث جديًا على تأمين متطلبات التدفئة من خلال زيادة مخصصات المازوت و الإسراع بتوزيعها و الإيعاز للمراكز الحراجية لبيع الحطب إلى المواطنين … مع ضرورة أن يكون هناك استراتيجية بعيدة المدى يكون قوامها بعد النظر في رسمها من أجل حل هذا الموضوع بشكل نهائي…
الأمر هنا لا يقتصر على مقومات التدفئة فقط .. بل يشمل أيضًا تأمين متطلبات المازوت لوسائل النقل و الزراعة…
هنا لن نعلق على تصريح أمين سر حماية المستهلك بأن المواطن عليه الاعتماد على التدفئة الذاتية من خلال ارتداء ملابس سميكة و بطانيات نظرًا لارتفاع أسعار المازوت الحر و الحطب ..!!
و على سيرة دعم الزراعة استوقفني كتاب أحد مجالس المدن الذي يطالب بتشميل الفلاحين بالبوابة الذهبية … و لكن لم أفهم ما المعطيات التي اعتمدتها البلدية للمطالبة تلك و كيف سيكون دعم الزراعة بهذه الحالة …!!
إنه دليل على التخبط و القفز بالمجهول…