د. مازن سليم خضور:
يشهد ريفا محافظتي إدلب حلب تصعيداً عسكرياً جديداً من قبل التنظيمات الإرهابية، بعد قرار وقف النار في لبنان، مما يثير تساؤلات حول تنسيق هذه التنظيمات المتطرفة مع مشغليها، وكيف تصدى الجيش العربي السوري لها؟
فقد واصلت قواتنا المسلحة تصديها لهجوم إرهابي واسع شنته التنظيمات الإرهابية في ريفي حلب وإدلب باستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة، مستهدفة القرى والبلدات الآمنة ونقاطنا العسكرية في تلك المناطق، وكبدتها قواتنا خسائر فادحة في العتاد والأرواح،
فمع توارد المعلومات منذ أسابيع والتي تؤكد مثل هذا التصعيد في ريف إدلب استعد الجيش السوري بشكل مكثف، وزّع العتاد، ووضع الخطط العسكرية، ورافق ذلك تدريبات عسكرية مكثفة مشتركة مع القوات الروسية الصديقة، شملت استخدام ذخيرة حية، إضافة إلى تكثيف الطلعات الجوية الروسية والسورية لاستهداف مواقع “التنظيمات الإرهابية المسلحة”.
في الأيام الماضية شهدت المنطقة هجوماً واسعاً من “النصرة” الإرهابية والتنظيمات المتحالفة معها من متطرفين شيشان، أويغور، تركستان، وما يسمى “المهاجرين والجيش الوطني” المدعوم من تركيا على نقاط الجيش العربي السوري، لكن جيشنا صدّ الهجوم وكبّد المهاجمين خسائر فادحة.
يُنظر إلى الهجوم على أنه انتهاك لاتفاق خفض التصعيد، مدعوم من قوى إقليمية ودولية،وتزامن هذا الأمر مع تصعيد إسرائيلي ضد سورية وعدوان متكرر، ومع فشل المحاولات التركية للقاء مع سورية من دون الإقرار بالانسحاب التركي من الأراضي السورية، ورفض دمشق لأي حوار ما لم يتم هذا الانسحاب، يُضاف إلى ذلك صمود سورية ودعمها للمقاومة في لبنان وفلسطين.
يُثير هذا الوضع تساؤلات مهمة حول العلاقة بين “التنظيمات الإرهابية” وكيان الاحتلال الإسرائيلي والنظام التركي، والتأكيد أن إرهابيي الجولاني ليسوا إلا امتداداً للكيان الإسرائيلي وفصيلاً من لواء غولاني؟
السؤال: هل هناك تنسيق للخطوات بين تركيا وإسرائيل؟ كل هذا يشير إلى أن التطورات الحالية تقود إلى مرحلة حاسمة مع هذه التنظيمات المتطرفة واندحارها على يد الجيش العربي السوري والتضحيات المقدمة ودماء الشهداء وأنه يقيناً سينتصر.