الترجمة ليست مجرد نقل من لغة إلى أخرى، بل يحتاج المترجم إلى معرفة وفهم الكتاب أو النص كاملاً وحتى معرفة الكاتب وثقافته ورغم ذلك قد يبقى في الترجمة شيء ما ناقص..
قد يتجسد عدم الاكتمال إما في الثقافة الأصلية لمؤلف الكتاب المترجم، أو في موسيقى اللغة ولأن لغتنا العربية كثيفة المرادفات والتعابير فإن المترجم يجد صعوبة كبيرة حين ينقل من لغتنا إلى لغة أخرى وربما المترجم من لغة أخرى لا يعاني نفس الصعوبات.
حين تنجح الترجمة ويتم تداول الكتاب حينها فإن النتاج يأخذ فرصة كبيرة للتداول، ويعطى فرصة جديدة للتواجد في أمكنة ليس بالإمكان أن يعرف بها لولا نقله إلى لغات أخرى.
مع ظهور الترجمة الرقمية أو الآلية كبديل عن الترجمة التقليدية ستختلف طرق التعاطي مع الترجمة الأدبية…؟
ما نعيشه مع الترجمة الرقمية يبدو مهماً في ترجمة كلمة أو عبارة قصيرة، تأتينا بطريقة حرفية، لكن فيما يتعلق بترجمة الكتب الأدبية فالأمر مختلف حيث يحتاج الكتاب لترجمته ونقل معناه إلى سياقات لن يتمكن الذكاء الاصطناعي من تقديمها بروحيتها.
ولكن لا يمكن الاستهانة بتطبيقات الترجمة لسهولتها وسرعتها ويمكن الجمع بين الترجمة البشرية والرقمية لمحتوى أفضل ومن أجل نتائج أكثر دقة واحترافية.
ربما حالياً أكثر ما تعاني منه الترجمة الأدبية أن هناك نقصاً في الجيل الجديد من المترجمين، سببه تراجع الاهتمام والاشتغال بالأدب مقارنة بمهن أخرى تلقى الرواج الأكبر لدى الشباب المتطلع بشغف لا يفتر نحو التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يجعلنا بحاجة إلى إيجاد جوانب تحفيزية كي يترجموا أبرز نتاجات عالمنا العربي، في محاولة لاطلاع العالم على كنوزنا المعرفية المعاصرة.
السابق
التالي