مراسلة “الثورة” في اللاذقية فاتن حبيب:
من شمسها أطل الصبح وأعلن الحرية، ومن أرضها عانق الزيتون الليمون وزهر الأقحوان، وعند حدود مياه السد علمت العصافير صغارها كيف تلتقط الحياة بفجر جديد.. إنها بلدة الحويز في ريف جبلة.
الموقع والتسمية
يقول رئيس مجلس بلدة الحويز المهندس فواز ميهوب لـ “الثورة”: اسمها العربي الأصلي الحواجز، وقد حرفت الألف إلى الياء وباللغة العربية تعني الأرض المنبسطة ذات التربة البيضاء وافرة الماء، وتتألف من ثلاث قرى رئيسة (الحويز- ضرغامو- والجفتليك) وعدد سكانها حوالى ١٧ ألف نسمة يعملون بزراعة القمح والحمضيات والزيتون والبيوت المحمية وغيرها، وهناك من يعمل في مشاريع صغيرة لتخفف من قسوة الحياة التي كانوا يعيشونها أيام النظام البائد.
الخدمات بين المعاناة والإهمال
وعن الخدمات أوضح أن المعاناة كبيرة جداً، فرغم وجود سد الحويز الذي تم إنشاؤه ووضعه بالخدمة منذ عام 1986 بسعة تخزينية 16 مليون متر مكعب، وهو يكفي لإرواء جميع القرى المحيطة به، إلا أننا لا نملك المعدات والتقنيات اللازمة للوصول إلى كل الأراضي الزراعية وكنا ننظر بحسرة إلى الأراضي وإلى المحاصيل الزراعية التي لم نتمكن من سقايتها رغم وجود الماء، ولدينا في البلدة خمسة آبار للشرب والمستثمر منها واحد فقط وهو لا يفي بالحاجة مما يضطر السكان لشراء الماء عبر صهاريج متنقلة بأسعار مكلفة.
وبالنسبة للطرق العامة والزراعية بين المهندس ميهوب أن بعض الطرق تحتاج إلى تعبيد وترميم وتوسيع ورغم المراسلات والكتب الموجهة كان الرد دائماً لحين توفر الاعتمادات المالية اللازمة، وحول النظافة عملنا جاهدين مع المجتمع المحلي للحفاظ على النظافة قدر الإمكان رغم قلة الآليات وقدمها وتعطل بعضها وقلة عدد عمال البلدية.
التعليم إنجازات رغم الصعوبات
مدير مدرسة الحويز مريم شميس تحدثت عن الواقع التعليمي: تضم المدرسة ٤٧٥طالباً، والبناء قديم وتأثر بالزلزال، وكثيراً ما تتسرب مياه الأمطار إلى القاعات الصفية، وبهمة أهالي البلدة تم تأمين البديل لإكمال العام الدراسي، ولدينا متفوقون ورفدنا الوطن بالأطباء والمهندسين والخريجين من كل الاختصاصات.
وهناك معوقات أيضاً تتعلق بالنقل بالنسبة للكادر التدريسي، فالكثير منهم يسكنون في الأرياف البعيدة رغم وجود مدرسين في البلدة تم تعيينهم أيضاً في أماكن بعيدة في مدارس بعيدة، كذلك الأمر بالنسبة للطلاب، فمنهم من يقطع العديد من الكيلومترات في برد الشتاء وحر الصيف للوصول إلى المدرسة، ونتطلع لمستقبل أفضل وفجر جديد وجيل قادر على العطاء لهذا الوطن الكبير.
الزراعة.. متطلبات وواقع مرير
المهندس الزراعي إياد درويش قال: تعاني الزراعة بشقيها الزراعي والحيواني من نقص حاد في تأمين الأسمدة الزراعية والمبيدات الحشرية والأعلاف وتأمين الغراس وأما موضوع التسويق فهو المعادلة التي لم يتمكن المزارع من حلها بسبب احتكارها من قبل البعض، ومع العهد الجديد كلنا أمل بعودة الحياة إلى النفوس وإلى الأرض.
دور للمرأة
السيدة ميادة عطية قالت: كنا نعاني من أزمة مادية ومعنوية لا يمكن وصفها، وكان لابد من إيجاد حلول للنهوض من خلال تدوير للأقمشة القديمة وتجفيف الخضار والفواكه ونسج الصوف وصناعة الفخاريات وغيرها، لنساهم في سد الحاجة، ومع فجر سوريا الجديدة كلنا ثقة بدور النساء على الوقوف إلى جانب الرجل في بناء سوريا الحرة الجديدة.
لنا كلمة..
لم يكن عملنا في تقديم صوت وصورة الناس في القرى جديداً، ومحاولات إيصال الصوت كانت دائماً حاضرة من دون جدوى وإصغاء، وإن حدث وتمت الاستجابة غالباً ما تكون خجولة، لكن الجديد هذه المرة هو أن الشعور مختلف في عملنا وفي لقاءتنا، ثمة ما يجعل للعمل لوناً جميلاً ولنقل المعاناة همة ونشاطاً، فهناك من يلبي ويعمل ويبني.
هذه المرة لن يكون هناك محسوبيات ولا فساد ولا تواطؤ.. هذه المرة هي سوريا الحقيقية ونحن فيها معاً يداً واحدة وقلباً واحداً.