القيادي في عملية ردع العدوان أحمد الدالاتي: النظام كان مخترقاً أمنياً من قبلنا وبدأ انهياره منذ العام 2012

الثورة – فؤاد الوادي:
أكد القيادي في عملية ردع العدوان أحمد الدالاتي: أن النظام البائد انتهى عملياً منذ عام 2012 ، حيث كان شبه منهار، لكنه استمر بعد التدخل الخارجي من ميليشيا حزب الله والميليشيات الإيرانية، إلا أنه مع مطلع عام 2022 بدأ يخسر حلفاؤه ولاسيما روسيا التي دخلت حرباً مع أوكرانيا.
وقال القيادي خلال لقاء على منصة أثير: إن النظام البائد كان مخترقاً من قبلنا، حيث كنا نتابعهم ونرصدهم، وعندنا أجهزة تنصت على مكالماتهم ولدينا استطلاع جوي ولدينا مصادر بشرية داخلهم ..كل هذا كان موجوداً وكان لدينا جهاز استخبارات عسكري يعمل، ولو أن جهوده لم تكن مبلورة بالشكل لكن كانت هناك جهود كبيرة بهذا المجال” .
وأضاف:” أنه ليس هناك عسكرة بدون معلومات وبدون أمن، فلابد أن تعرف عدوك وتفهمه ولابد أن تعرف بنيته وهيكليته وقياداته حتى تواجه وحتى تعرف كيف تخطط وتدبر.. أي بدون معلومة لا تستطيع أن تفعل شيئا”.
وفي سؤال عن كيف خططتم لدخول دمشق منذ بداية العملية؟، قال الدالاتي : ( نعم دمشق كانت الهدف منذ البداية وسأتحدث عن السياق حتى أصل لهذه النقطة ..روسيا بدأت تخرج عن الخط منذ عام 2022 وحرب غزة بعام 2023، أدخلت ما كان يسمى زورا بمحور المقاومة “محور الشر” “محور إيران” بمواجهة مباشرة مع إسرائيل وفي تلك الفترة صار هناك تراكميا استهداف للميليشيات الإيرانية في دمشق من خلال تسريب أجهزة النظام لإحداثياتهم وأيضا استهدافهم ).
وأضاف: ( إن ضباط النظام كانوا مخترقين من قبل إسرائيل وكان هناك ابتزاز لهم وهذا شيء معروف حتى على مستوى رأس النظام “لونا الشبل” وغيرها.. يعني الناس كانت تعرف ذلك، وخاصة بعد سقوط النظام، فهذه المعطيات متوفرة بين أيدي الناس العاديين، وأيضاً الحليف الثاني وهو الإيراني متغلغل بكل مفاصل الدولة السورية وكل المنظومة الأمنية والعسكرية..أيضاً ضعف بشكل كبير جدا..حالة فقد الثقة بين النظام وبين المحور بسبب موقف النظام السلبي من المواجهة مع إسرائيل حيث أخذوا موقف الحياد ومن ثم حالة الفساد الكبيرة جدا داخل المنظومة الأمنية والعسكرية التي هي انتقلت من ممارسة العسكرة إلى ممارسة التشبيح والابتزاز للسوريين ..
أيضا الحالة الاجتماعية داخل النظام بسبب الوضع الاقتصادي المتردى بسبب استخدام النظام لقوت الناس كابتزاز حتى أنه وصل لابتزازهم برغيف الخبز وصار على البطاقة وكل هذه الظروف الموضوعية إضافة إلى تعدد الولاءات داخل المنظومة الأمنية بعضها ولاءه لروسيا وبعضها لإيران وبعضها ولاءات مشتركة إلى آخره فصار النظام بلا منظومة سوى مؤسسات عسكرية وأمنية، والحقيقة شلة من العصابات و حتى الكبتاغون التي صارت المنظومة الأمنية والعسكرية هي الراعي لإنتاجها للدول والتي خلقت أيضاً جواً من الفساد فهو انتقل من منظومة المؤسسات إلى حالة العصابة وعصابات متعددة ومتناحرة أيضاً ).
وتابع الدالاتي : ” إن النظام تحول إلى عصابة والغاية الحفاظ على أشخاص العائلة الحاكمة.. بشار والمحيطين به باع سوريا لإيران ولروسيا، وكان عنده استعداد للتنازل عن أي شيء مقابل البقاء في الحكم، وقام بتصدير المشكلات الأمنية للإقليم كما صدر المخدرات والكبتاغون حتى مفاوضات التطبيع معه عربيا كان العنوان الرئيسي هو حل ملف الكبتاغون حيث صار الاجتماع صباحاً، وفي المساء يتم ضبط شحنة في الأردن أو في السعودية.. مليون مليونين عشرة ملايين حبة كبتاغون آتية من النظام” .
وكشف أن معركة ردع العدوان كانت مرتبطة بتحديات داخلية حيث إدلب فيها خمسة ملايين ونصف المليون نسمة وهي جغرافياً ضيقة نظراً للبنية التحتية التي لا تتناسب مع وجود هذا العدد الكبير من المخيمات و المشافي، وهذا بحسب الدالاتي كان تحد وبالدرجة الأولى لجيراننا الأتراك وهم لاشك كانوا على طول الخط مع الثورة ومن الحلفاء لنا يعني لهم أيادي بيضاء كبيرة جداً.
وفيما يتعلق بتفاصيل معركة حلب، أوضح الدالاتي : ” التحدي أن نقوم بعمل خارج الصندوق، وليس عمل كلاسيكي، نحن كنا نراهن على انهيار النظام بدون الدخول بمواجهة طويلة الأمد ومستنزفة، ولهذا الكلام لابد من استخدام تكتيكات إبداعية مثل إحداث أعمال نوعية تؤدي لضربات قاسية أي تؤدي هذه الضربات لدخول النظام في حالة انهيار وبالأصل ظروف النظام قابلة للانهيار مرة ثانية… أكرر حلفاؤه بعيدون عنه ، وبنيته مفككة ولكن كان لابد من القيام بأعمال وضربات حاسمة، وكان لدينا خلايا نائمة في حلب وفي كل المدن السورية وكان لها دور أساسي، ونحن ضللنا النظام، حيث حشد قواته في منطقة، واستنزفناه حتى لم يعد يصدق أن هناك معركة، حتى شبابنا العسكريين لم يصدقوا أن هناك معركة أي لهذه الدرجة.

وأضاف عن معركة حلب : (العملية بدأت أولاً بسرية كبيرة جدا، وانحشدت دون أن يعرف المشاركون فيها أنهم ذاهبون إلهيا تحت عنوان أنهم ذاهبون إلى دورة مغلقة، وعندما وصلوا إلى الأماكن تم سحب جوالاتهم منهم وتم أخذهم إلى أماكن لا يعرفونها.. غير معتادين عليها وبعد دخولهم المعسكرات أغلقنا عليهم ولم يعد لديهم تواصل وكان هناك قرار أنه يتم حشدهم قبل يومين من المعركة، لكن لظروف معينة تم حشدهم لأسبوع كان القرار بحشدهم في 22 تشرين الثاني لكن حشدنا في 21 ،لكن الظروف اللوجستية لم تسمح بالعمل أيضاً كانت هناك أمور لوجستية لم تجهز لأننا حتى العسكريين غيرنا المحور دون أن نخبرهم، و بالتالي هذا سبب عبئاً ميدانيا للاستطلاع وغيره.. وصف معين هو من عرف بالمحور الجديد يعني طوال الفترة الماضية كانوا يرتبون على محور معين والآن غيره أي صار هناك تأخير سبعة أيام ويوم الاثنين تم اتخاذ القرار بأن العمل سيتم يوم الأربعاء صباحاً وهو ثاني يوم توصلوا لاتفاق في لبنان والعالم فسرت ذلك على أن هناك تناغم وترتيب).
وأكمل الدالاتي: (السرعة التي تم بها الانهيار كانت أسرع مما توقعنا على المستوى الشخصي كنت أتوقع الانهيار من أسبوع لعشرة أيام في حلب وبعض الأخوة كانوا يتوقعون أكثر من ذلك أسبوعين بعضهم شهر لكننا كنا متأكدين من وصول حلب ومن أن النظام سيسقط، لأنه كان هناك اختراق أمني للنظام وللميليشات الإيرانية المتواجدة ومنها لواء القدس وغيره وهذا أدى لفقدان النظام السيطرة على مستوى جبهة حلب وهي جبهة كبيرة طبعاً، والقوات لدينا كانت جاهزة للتحرك على محور لم يكونوا يتوقعونه الذي هو المحور الشمالي، حيث دخلنا من هناك لأننا سربنا من قبل أننا سنهجم من منطقة أخرى، وفعلاً كان النظام يحشد هناك، وعندما هجمنا لم تكن هناك قيادة تتحكم والذي يتحكم هو القائد الميداني الموجود، والقيادات قتلوا، وليس هناك استجابة.. تزامن أيضاً بداية مع استهداف مراكز غرف العمليات المتقدمة للمحاور بالشاهين واستهداف منظومات الاتصال ومرابض المدفعية التي تؤثر على محور الاقتحام أيضاً، ونحن عملنا تقريباً عملية شلل للنظام بلحظة الدخول وهذا أدى لدخول سلس للقوة المقتحمة من المحور ..ونحن بدأنا العمل تقريبا بمحورين: محور قبطان الجبل بدأ تقريبا في مبنج الساعة السابعة والثلث ومحور الشيخ سليمان في 7و47 دقيقة وقبل حلول الظهر كانت المهمة الموكلة لهؤلاء قد أنجزت وهذا أدى لخرق كبير جدا عند النظام بعمق وطول 7-8 كيلومترات.
وفي سؤال عن الوقت الذي احتاجه الثوار للسيطرة على حلب، ذكر الدالاتي أن الأمر احتاج إلى أقل من 36 ساعة بالرغم من استشراس النظام بالقتال ، الذي دخل في حالة انهيار سببها أن هذا الخرق الابتدائي لقوات النخبة التي زجتها قيادة الثورة في هذا المحور بعمق 8 كيلومترات.
وتابع : (المحاور الأخرى هجموا من الخط الخلفي أي تجاوزوا كل تدابير النظام الدفاعية، وطبعا هناك هجوم من الأمام، إضافة إلى القصف المدفعي والتمهيد وغيرها، فقوات النظام المنتشرة دخلت في حالة من الضياع فلا وجود لقيادة توجهها وصار عليها اقتحام من الخلف من المناطق التي تعتبر بالنسبة لهم صديق فلم يعودوا يعرفوا مالذي يحصل فبدأوا بالانسحاب بشكل عشوائي ودخلوا بحالة تخبط كبيرة ونحن كنا جاهزين ومن بقي بدأ بالانسحاب أو الاستسلام طبعاً وكان هناك أسرى).
وعن معركة حماة، قال: (نحن دخلنا على حماة وندرك أن جبل زين العابدين هو عقدة كبيرة من الناحية العسكرية حيث دخلنا حماة من ثلاثة محاور وكل محور تفرع لمحاور فرعية بحيث نشتت قوة النظام وحاول النظام أن يقاوم في جبل زين العابدين بشكل كبير، لكن استطعنا من خلال تدابيرنا من خلال تعدد محاور الاقتحام ومحاولة التطويق وحصار الجبل، استطعنا أن نعمل خرق في المحور الشرقي والغربي، وبدأ جبل زين العابدين يتحاصر وأيضا من التكتيكات الليلية التي عملناها سرايا القتال الليلي للنخبة وكان لها دور حاسم بالمعركة ..سرايا القتال الليلي كانت تستطيع القتال وهي غير العصائب الحمراء التي تقاتل ليلا ونهارا وعندهم تدريبات خاصة ).
و عن العلاقة مع الروس وهل كان هناك تواصل معهم خلال عملية ردع العدوان، أجاب الدالاتي : (كان هناك تواصل أدى بالنهاية للوصول إلى صيغة من التفاهم بما يتعلق بالوضع، ومختصرها، أن سقوط النظام لا يعني بالضرورة الوصول لعلاقة سيئة مع روسيا أو تضرر مصالح روسيا، يعني يمكن الوصول إلى حلول مع الشعب السوري مع احترام إرادة الشعب السوري أي أنكم أخذتم خياراً بدعم النظام طوال الفترة الماضية هذا النظام الذي ترون الآن أنه منهار وهش، وبالتالي فإن مصلحتكم مع الشعب السوري وليس مع بشار الأسد).

وبالنسبة لضباط وعناصر جيش النظام البائد، أوضح الدالاتي أن عدداً كبيراً من عناصره يخدمون بشكل إجباري وبعضهم احتياط لسنوات عديدة، مضيفاً بالقول 🙁 لا أنسى المنظر وأنا أدخل إلى دمشق بدءاً من حماة إلى مدخل دمشق.. العساكر الفارين من الثكنات العسكرية على طول الطريق أرتالاً أرتالاً ،عشرات مئات آلاف العساكر على الطرقات الذين بلحظة ما لم يجدوا قياداتهم السياسية، ولا العسكرية، وتركوهم لمصيرهم وأعطوهم قرارا بالانسحاب الكيفي ولم نكن نتعامل معهم وتركناهم يذهبون إلى بيوتهم .
وختم الدالاتي حديثه بالقول إن من يريد أن يدافع عن سوريا يجب أن يملك إرادة ذاتية وقناعة داخلية وليس بالإجبار على طريقة النظام البائد، والجيش السوري سوف يكون قادرا على حماية السوريين ومهما تطلب من العدد سوف يكون موجودا، وأنه سوف يكون مسلحاً بأحدث الاسلحة والأكثر تطوراً، وسوف نحرص على الاستفادة من كافة الدول، مع إمكانية استيراد السلاح من روسيا.

آخر الأخبار
الشيباني لـ "فايننشال تايمز": نسعى إلى بناء اقتصاد مزدهر الدكتور الشرع يبحث مع "الصحة العالمية" و"صندوق الأمم المتحدة" الرعاية الصحية الأولية الصفدي: السوريون يعيدون بناء وطنهم الحر الموحد "Euractiv": سوريا تنهي الوجود الروسي في البحر المتوسط "دافوس" .. سوريا ترسم ملامح حضورها على الخريطة الاقتصادية العالمية "المركزي" يسعى لخطوات ناظمة تعيد الاستثمار إلى مكانه الصحيح والأكثر فائدة هيئة الاستثمار في طور إعادة الهيكلة الاستثمار بالزراعة أولاً إيقاف الودائع بالقطع الأجنبي.. خطوة جريئة أم مخاطرة اقتصادية؟ "البسطات العشوائية".. ظاهرة تتفاقم وباتت مشكلة فرنسا تصدر مذكرة اعتقال بحق الأسد الدمار في حلب.. وحشية بلا حدود قريباً.. مركز للنظافة في داريا بدايات جديدة لغدٍ أفضل تزويد محطات مياه طرطوس بالوقود في "دير ماما".. صناعة الحرير الطبيعي تدهورت زمن النظام البائد فهل ننقذها من الاندثار؟ مخبر "النيماتودا" في معبر نصيب للتأكد من سلامة الإرساليات النباتية إزالة الركام من حي المنشية في درعا البلد مراكز درعا الصحية تواصل تقديم خدمات اللقاح ببراميل النظام المجرم وصواريخه.. دمار هائل في حلب